افاد مراسل وكالة فرانس برس ان الجيش اللبناني جدد صباح السبت قصفه العنيف لمناطق انتشار عناصر مجموعة فتح الاسلام الاصولية في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان. واوضح المراسل ان الجيش يستخدم المدفعية الثقيلة التي نصبها على تلال شرق المخيم مطلقا قذائف من عيار 155 ملم على المخيم الذي ارتفعت سحب الدخان فوقه. وقد تجدد القصف بعدما خفت حدته مساء الجمعة اثر اعنف المواجهات بين الطرفين منذ اسبوعين ليقتصر على مناوشات ليلية بين الجيش وعناصر المجموعة المتهمة باعمال ارهابية والمتحصنة في المخيم. ولا تزال الطريق الرئيسية التي تربط طرابلس كبرى مدن شمال لبنان بالحدود مع سوريا مقطوعة منذ استئناف الاشتباكات الجمعة. وكانت الاشتباكات تجددت بقوة صباح الجمعة بعد مناوشات شبه يومية متقطعة لم تؤد الى انهيار الهدنة التي بدأت عمليا مساء 22 ايار/مايو. وتمكن الجيش الجمعة من تحقيق تقدم على اطراف المخيم من دون ان يدخل اليه فعليا حيث لا يزال يقيم فيه نحو خمسة الاف مدني (من اصل 31 الفا) وفق ارقام جديدة مصدرها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا). وتمكن الجيش من السيطرة على ابنية عالية محاذية للمدخل الشمالي للمخيم كانت عناصر فتح الاسلام تطلق منها رصاص القنص على العسكريين. واصبحت مواقع فتح الاسلام في الابنية المرتفعة داخل المخيم كذلك تحت سيطرة نيران الجيش وفق متحدث عسكري. وقدر مصدر عسكري لبنان ان الف عنصر من مغاوير الجيش يشاركون في هذه العمليات. وقتل ثلاثة جنود الجمعة خلال المعارك العنيفة التي استخدمت فيها الاشتباكات جميع انواع الاسلحة بدون ان تتوافر معلومات عن حصيلة الاصابات داخل المخيم. وبلغت حصيلة القتلى الذين سقطوا منذ اندلاع المواجهات في 20 ايار/مايو الى 83 قتيلا بينهم 38 جنديا. ولم تتوافر معلومات واضحة عن هدف التصعيد العسكري الجمعة وعما اذا كان يعني حسما نهائيا للازمة او مرحلة من مراحل حسمها. ودعا الجيش في بيان الجمعة عناصر فتح الاسلام الى الاستسلام وطالب الفلسطينيين بعدم تأمين ملاذ لهم. لكن فتح الاسلام ترفض تسليم عناصرها المتهمين بتصفية 27 عسكريا لبنانيا في 20 ايار/مايو في مواقعهم عند مشارف نهر البارد فيما تصر الحكومة اللبنانية والجيش على ذلك. ولم تتوصل الوساطات التي تقوم بها الفصائل الفلسطينية ووفد من علماء الدين الى ايجاد مخرج للمشكلة.