قال شهود ومصادر طبية إن الجيش اللبناني اطلق النار على مظاهرة لفلسطينيين يطالبون بالعودة الى مخيمهم المحاصر في شمال لبنان يوم الجمعة مما ادى الى مقتل اثنين من المتظاهرين وجرح 20. وقالت المصادر ان الجنود فتحوا النار اولا في الهواء بينما كان يحاول مئات اللاجئين ومنهم النساء والاطفال الدخول عنوة عبر حاجز للجيش والوصول الى مخيم نهر البارد وهو مسرح لقتال عنيف بين الجيش ومسلحين من فتح الاسلام منذ حوالي ستة اسابيع. وعندما لم تنصع الحشود للاوامر أطلق الجنود النار على المتظاهرين مما ادى الى سقوط ضحايا. وقال الشهود ان اللاجئين من مخيم نهر البارد بدأوا مسيرة من مخيم البدواي القريب حيث وجدوا ملاذا لهم بعد اندلاع المعارك بين الجيش ومسلحين يستلهمون نهج القاعدة في 20 مايو ايار الماضي. واعرب اللاجئون النازحون عن نفاذ صبرهم بسبب المدة الطويلة التي امضوها في مخيم البداوي المكتظ في ظل ظروف انسانية صعبة وقالوا انهم يريدون العودة الى منازلهم على الرغم من القتال المستمر. لكن الجيش قال ان نهر البارد منطقة عسكرية مغلقة وانه يحاول اجبار مسلحي فتح الاسلام المتحصنين بداخله على تسليم انفسهم. ودمرت اجزاء كبيرة من المخيم الذي كان يأوي 40 الف لاجئ وتملأ الالغام والشراك الخداعية ابنيته واحياءه. وقال مصدر عسكري ان قناصة فتح الاسلام قتلوا جنديين لبنانيين في اشتباكات متقطعة يوم الجمعة مما يرفع حصيلة القتلى الى 201 منذ بدء المعارك التي تعتبر الأسوأ في لبنان منذ انتهاء الحرب الاهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990. وقتل على الاقل 86 جنديا و75 مسلحا و40 مدنيا معظمهم في المخيم وايضا في مناطق مجاورة. وقال وزير الدفاع اللبناني ان 300 مسلح من فتح الاسلام على الاقل قتلوا أو جرحوا وألقي القبض على اربعين منهم اربعة استرالييين واثنين من الدنمرك وبلجيكي واحد. وفتح الاسلام جماعة جديدة في لبنان انشقت عن فصيل فلسطيني مؤيد لسوريا العام الماضي وكانت تضم نحو 200 عنصر. ومنذ ذلك الحين استقدمت الجماعة الى قاعدتها في مخيم نهر البارد العشرات من الجهاديين العرب من بينهم متطوعون للحرب في العراق. وينفي قادة الجماعة اي علاقة مباشرة لهم مع تنظيم القاعدة لكنهم يقولون انهم يستلهمون نهج تنظيم اسامة بن لادن. 29حزيران/يونيو2007