تمر بنا الأيام و الشهور منذ انطلقت الحملة الاعلامية، على الانترنات فقط، حول المصالحة و الصلح و العفو و المغفرة و مشتقات ذلك و لكن خلال كل هذه الفترة ترجحت أقلام التونسيين و خاصة المغتربة منها بين من يجد فيها ضالته و سفينة نجاته قيدت اليه على يد الأخ الهاشمي و بين من يراها مؤامرة في شق مؤسسة عجزت السلطة التونسية على الحاقها بالتاريخ، و أسندت الى بعض الأقلام مهمة ذلك في حين بقيت الأغلبة صامة مصداق للأخ فتحي العابد في مقاله التضحية بالصمت ثمنا للصمت. و اني لأكاد أجزم أنه يتفق معي كثير من الاخوة على أن هذا الجدل لا ينبني عليه عمل و لن يقدم لقضية الحركة أو المساجين شيء عملي ناهيك عن الوطن بقدر ما يربك الصف و يجعل لا صوت يعلو على السب و النفخ في الكير و بالتالي نخرج من القضية الأساسية التي تعاني منها البلاد في الانسداد السياسي و الاجتماعي و ندخل مهاترات و جدال من قبيل هل البيضة قبل الدجاجة أم الدجاجة قبل البيضة ؟ و الا فما يعني أن نبحث في اعتراف من الشيخ راشد حول مسؤوليته من عدمها في عدم قبوله بالمصالحة التي عرضت عليه سنة 1999 ؟ بالرغم ما في ذلك من قيمة تاريخية ان صحت الرواية أصلا !!! و هل وقف التاريخ و مسار التسوية مع هذا الحدث ؟ و هل أن مصير أكثر من عشرة ملايين مرهون بهذه الحادثة؟ ان هذا الأمر ذكرني بقصة مفادها أن شخص كان يذكر صديقه دائما بالصلاة الى أن أقنعه ذات مرة فأراد أن يذهب الى المسجد و لكن يظهر أنه لا يعرف توقيت الصلاة فلما وجد المسجد مغلقا قرر عدم العودة اليه و حاله يردد '' جات منك مش مني "، و هذه طرفة بسيطة تنطبق على مصالحة 99 فلأن الشيخ راشد رفض ذلك ( لو فرضنا جدلا ) فكان النظام بالمرصاد انتقم من المساجين و المسرحين و من المحجابات و من الملتحين و من كل مقومات المجتمع المدني التونسي !!!. ان رسالتي في هذه السطور أن نترفع عن الحديث في مشروع مصالحة لم تستكمل شروطها الذاتية و لا الموضوعية بل تزيغ بنا عن مشروعنا الحضاري للبلاد و تدخل بنا في دوامة الجدال و السب و الشتائم حتى و ان شعر أحدنا تجاهه بالرضى أو اعتبره متنفسا له في هذه السنين العجاف !!!. و اني أهيب بالاخوة الأفاضل التطرق الى موضوع اقتصاد البلاد و التفويت في الأملاك العمومية للخواص و خاصة الى الأجانب و أثر ذلك على البلاد والعباد اذ أن منذ يومين قرأت خبر التفويت في عشرين مؤسسة عمومية ، أو التطرق الى موضوع الانحطاط الأخلاقي في البلاد بسبب سلطة 7 نوفمبر حتى أصبح المواطن التونسي لا يستطيع أن يسير في الشارع مع أمه أو أخته أو ابنته، أو التعرض لقضية تحديد النسل و ما جلبت على البلاد من خلل في التركيبة السكانية حتى وصلنا الى ما يصطلح عليه بالتصحر الطفولي و الشبابي و هو ما دفع ببعض المؤسسات التعليمية الى غلق أبوابها لفقدان المنتسبين اليها و لم لا موضوع تزايد عدد الأمهات العازبات في بلد الزيتونة أو قوارب الهلاك و غيرها كثير يمكن أن يساهم فيه التونسيون كل من موقعه حتى نعرف الهوة الحقيقية التي تسير فيها السلطة لأن الطوفان اذا حل لن يفرق بين منتمي لحركة النهضة أو لمؤتر الجمهورية أو الوحدة الشعبية أو غيرهم، و كما جاء في الأثر النعمة خاصة و البلاء عام على أن تكون كتاباتنا علمية موثقة حتى يتسنى لكل منا المساهمة الجادة في انقاذ البلاد و لا نكون كالجالس على الربوة ينتظر الفناء ليشمت لا سمح الله فذلك ليس من خلق المسلم فتونس عزيزة علينا و أهلها كرام و ان ظلمونا، مصداقا لقوله تعالى: و ما أريد أن أخالفكم الى ما أنهاكم عنه ان أريد الا الاصلاح ما استطعت و ما توفيقي الا بالله عليه توكلت و اليه أنيب. أبو عمر - ايطاليا