اندلع قتال جديد يوم الأحد بين الجيش اللبناني ومتشددين في مخيم للاجئين الفلسطينيين ولكن عضوا بارزا في الائتلاف الحاكم في لبنان قال يوم الأحد إن العمل العسكري ليس خيارا مطروحا لإنهاء المواجهة . وطالب الزعيم الدرزي وليد جنبلاط بتسليم متشددي جماعة فتح الاسلام الذين يخوضون منذ أسبوع قتالا ضد الجيش اللبناني في مخيم نهر البارد هو أسوأ عنف داخلي في لبنان منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990. وقال شهود إن المتشددين والجيش تبادلوا نيران المدافع الرشاشة الثقيلة خلال الليل .وسمعت ايضا اصوات انفجار عدة قذائف مما يؤكد هشاشة هدنة غير رسمية. ولا يسمح للجيش اللبناني بدخول مخيمات اللاجئين الفلسطينيين الاثني عشر في لبنان بموجب اتفاقية عربية أبرمت عام 1969. ولم تتمكن القوات اللبنانية من تسديد ضربة حاسمة للمتشددين من مواقعها حول المخيم. وقال جنبلاط "ما من أحد طرح الحسم العسكري. ولكن نريد تسليم القتلة الى العدالة اللبنانية." وأجبر القتال الآلاف على النزوح من نهر البارد الذي يأوي 40 ألف لاجيء. وقتل 78 شخصا على الاقل هم 33 جنديا و27 متشددا و18 مدنيا. وتوعد الزعماء اللبنانيين باستئصال شأفة فتح الاسلام لكنهم منحوا وسطاء فرصة لانهاء الازمة. وتخضع الجماعة لقيادة فلسطيني لكنها لا تحظي بالكثير من الدعم بين الفلسطينيين في لبنان الذين يبلغ عددهم زهاء 400 ألف. وتجري الفصائل الفلسطينية الرئيسية محادثات مكثفة لإنهاء القتال. وقالت حركة الجهاد الاسلامي الفلسطينية ان هناك اجماعا على أن المواجهة تحتاج الى حل سياسي. وقال عماد الرفاعي ممثل الجهاد الاسلامي لرويترز "نحن مقتنعون ان الحل العسكري لا يمكن أن ينهي هذه الظاهرة." وتقول السلطات اللبنانية إن جماعة فتح الاسلام تضم مقاتلين عرب من السعودية والجزائر وسوريا وتونس. ويزعم أعضاء في الائتلاف الحاكم في لبنان إن الجماعة أداة في يد المخابرات السورية. وتنفي سوريا الاتهام. واندلع القتال قبل أسبوع حين قال الجيش إن فتح الاسلام هاجمت مواقعه حول المخيم بالقرب من مدينة طرابلس الساحلية في شمال لبنان. وتقول الجماعة انها تتصرف دفاعا عن نفسها. وفر آلاف الفلسطينيين من مخيم نهر البارد. وتقول هدى الترك المتحدثة باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للامم المتحدة إن غالبية هؤلاء الفارين لجأوا لمخيم البداوي القريب والذي وصفته بأنه مكتظ بالسكان على نحو خطير. وقالت "تقديراتنا تشير الى أن ما يتراوح بين ألفين الى خمسة الاف على أقصى تقدير ما زالوا في مخيم نهر البارد." وجعلت المعارك المتقطعة من الصعوبة بمكان لعمال الاغاثة توصيل المساعدات الى المخيم. لكن اللجنة الدولية للصليب الاحمر اعطت تقديرا اعلى بكثير لعدد الباقين في المخيم. وقال بيان للصليب الاحمر إن اعدادا من اللاجئين ما زالت تغادر المخيم باطراد سيرا على الاقدام "ورغم صعوبة تأكيد الاعداد إلا ان من المحتمل ان حوالي نصف المقيمين في نهر البارد ما زالوا داخل المخيم." واضافت المنظمة الدولية انها بصدد تسليم 14 طنا من الاغذية و20 الف لتر من المياه المعبأة وثلاثة اطنان من الخبز الى المدنيين في المخيم. ودعا حسن نصر الله زعيم حزب الله وحليف سوريا يوم الجمعة الى التحلي بالصبر في حل الازمة وقال ان اجتياح المخيم "خط أحمر" سيوقع لبنان في براثن مزيد من العنف. وقال ان الهجمات على الجيش هي الاخرى "خط أحمر". ووصف جنبلاط فتح الاسلام بأنها "عصابة سورية" لكنه شكك في مزاعم بأنها مرتبطة بالقاعدة. وربط جنبلاط القتال جزئيا بما وصفه بالجهود الرامية الى عرقلة خطوات الاممالمتحدة لتشكيل محكمة خاصة لمحاكمة المشتبه في ضلوعهم باغتيالات وقعت في لبنان. وقالت الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا انها تتوقع صدور قرار من مجلس الامن بتشكيل المحكمة هذا الاسبوع. من نزيه صديق