أثار هجوم على متجر يملكه اسيوي في مدينة جلاسجو يوم الثلاثاء احتمال وقوع أعمال انتقامية تستهدف مسلمين في الوقت الذي تحقق فيه الشرطة في مؤامرة في لندن واسكتلندا يشتبه أنها من تدبير تنظيم القاعدة. وظل المسلمون في اسكتلندا البالغ عددهم 50 ألف شخص لفترة طويلة من أفضل مجموعات المهاجرين اندماجا ونجاحا في بريطانيا لكن الهجوم الذي نفذه رجلان يوم السبت على مطار جلاسجو بسيارة رباعية الدفع مليئة بالبنزين شكل هزة للنظام. وكان هذا هو أول هجوم يقع في اسكتلندا ويلقى باللوم فيه على متشددين اسلاميين منذ سلسلة من التفجيرات الانتحارية والمؤامرات الفاشلة تركز معظمها في العاصمة البريطانية لندن. ثم صدم مهاجمون في وقت مبكر يوم الثلاثاء متجرا يملكه اسيوي في ريدراي احدى ضواحي جلاسجو بسيارة وأضرموا فيه النار. ويخشى سكان أن يكون الهجوم انتقاما للهجوم على المطار. وقال فرانك ماثيسون المتقاعد الذي اعتاد شراء صحيفته من المتجر " هذا ما اعتقدته. ربما كان عملا بدافع عرقي بسبب ما حدث في مطار جلاسجو." والافراد الثمانية الذين اعتقلوا حتى الان فيما يتصل بهجوم اسكتلندا وهجومين بسيارتين ملغومتين أمكن احباطهما في لندن كلهم أجانب وليسوا مسلمين ولدوا في بريطانيا مثل المفجرين الانتحاريين الذين قتلوا 52 شخصا في وسائل النقل في لندن قبل عامين. وزار اليكس سالموند رئيس حكومة اسكتلندا المنتخب حديثا والسياسي القومي الذي يسعى للانفصال عن بريطانيا أحد المساجد في اليوم التالي للهجوم. وأكد أن المهاجمين يعتقد أنهم أجانب وليسوا "مسلمين اسكتلنديين". وقال بشير معن مدير المسجد المركزي في جلاسجو "وقعت أعمال شغب في انجلترا. ووقعت هجمات في انجلترا. لكننا لم نكن نتوقع أن يحدث هذا هنا أبدا." وأضاف "هذه طائفة مسلمة متعلمة وتتمتع بوفرة ومستقرة جيدا هنا وترتبط بعلاقات طيبة مع السكان المحليين. لدينا رجال أعمال يوظفون المئات من الاسكتلنديين المحليين. "لا توجد عناصر راديكالية هنا." وتحدث جيران في ريدراي مشيدين بصاحب متجر بيع الصحف المسلم الذي أدار المكان زهاء تسعة أعوام. وقالت هيلين كنت الموظفة في الحكومة "مسكين شفيق. رجل رائع. جمع الكثير من الاموال لأعمال الخير المحلية. استهدافه.. ليس في محله." وأعربت عن أملها في ألا تكون دوافع لهجوم عنصرية. وقالت "أود أن اعتقد أن هذا الامر (الهجمات العنصرية) لن يبدأ هنا. العلاقات بيننا جميعا طيبة." وذكر محمد رمزان المعروف في الحي باسم سام والذي يملك متجرا اخر لبيع الصحف على بعد مربع سكني انه سينقل متعلقاته الثمينة وأوراقه المهمة من باب الاحتياط. وقال "لا استطيع أن اتركها هناك خلال الليل." وبينما كان يتحدث الى صحفي حيا بحرارة عدة أفراد من السكان المحليين كانوا يمرون. وقال "رأيتهم جميعا يكبرون. أعرف كل أطفالهم أيضا. لم يحدث لنا شيء كهذا قط." وبدت مؤشرات للتوتر في أماكن أخرى. ففي باثجيت بالقرب من ادنبره عاصمة اسكتلندا أصابت قنبلة بنزين مكتب سمسار للعقارات في وقت متأخر يوم الاحد أو في وقت مبكر صباح الاثنين. وقال بيرت مكلويد صاحب المكتب لرويترز "كثير من المسلمين الذين يترددون على المسجد كانوا موجودين في المكتب يوم الاثنين لابداء تعاطفهم وهو أمر كان محل تقدير كبير. مثل هذه الامور لا تحدث في باثجيت." وأمام أحد المنازل التي تفتشها الشرطة توقفت سيارة وأطل من نافذتها رجل في منتصف العمر وصاح "أعيدوهم جميعا الى ديارهم". من بيتر جراف