وصل التصدع داخل الأطر والمؤسسات القيادية في حركة فتح خلال الايام الاخيرة الي مستويات غير مسبوقة علي خلفية الاجراءات التي اعلنها الرئيس محمود عباس لمواجهة ما حصل في قطاع غزة مؤخرا، فقد اصدر الرجل الثاني في الحركة فاروق القدومي تعميما جديدا يعارض فيه قرار الرئيس عباس بحل الميليشيات والجماعات المسلحة، كما صدرت مذكرة داخل المجلس الثوري للحركة تطالب بالتحقيق مع قادة الحركة الميدانيين في قطاع غزة في الوقت الذي بدأ فيه القيادي البارز في الحركة هاني الحسن بحملة اتصالات تنظيمية شرسة تستهدف منع الرئيس عباس من تنفيذ تهديداته بمحاسبته ومحاكمته (أي هاني الحسن). واوضاع الحركة الداخلية الآن في لحظة حرجة وتاريخية وتشير تفاصيل المعلومات الواردة الي ان آخر تعميمات فاروق القدومي رئيس الدائرة السياسية في تونس توجهت بنداء تعارضي مع عباس لكوادر الحركة، فقد دعا القدومي في تعميمه ابناء الحركة للاحتفاظ بسلاحهم متعهدا بان يبقي السلاح في الايدي ما دام الاحتلال الاسرائيلي موجودا. في غضون ذلك وقعت مجموعة من اعضاء المجلس الثوري للحركة علي رسالة تؤكد المطالبة باجراء تحقيق تنظيمي داخلي بسبب ما حصل في قطاع غزة وتطالب بوضوح بمساءلة ومحاكمة المسؤولين عن الهزيمة في القطاع. كما طالب اعضاء المجلس الثوري الذين يجمعون المزيد من التواقيع بالتنفيذ الحرفي والحقيقي لقرار الرئيس عباس بحل مجلس الامن القومي تماما، والقصد من المطالبة هنا اعلان تنحية العقيد محمد دحلان بصورة خاصة عن منصبه ومنعه من التحدث باسم المجلس عبر الاعلام وتحديدا عبر فضائية فلسطين التي لا زالت مستمرة في استضافة دحلان. وتشهد الحركة ايضا معركة شرسة الآن بين الرئيس عباس وبين ا لقيادي المخضرم وعضو اللجنة المركزية هاني الحسن حيث قرر عباس اجراء مساءلة تنظيمية لهاني الحسن وهدد علنا بمحاكمته بعد تصريحات علنية للاخير عبر فضائية الجزيرة اشار خلالها بوضوح الي التيار الذي يقوده محمد دحلان. وتعهد هاني الحسن بانه قرر التصدي للتيار الاسرائيلي الامريكي في داخل الحركة، وذلك وفق ما اكده ياسر المصري سكرتيره الخاص. واوضح المصري ل القدس العربي بعد حديث مطول له الجمعة مع الحسن بان الاخير ابلغه بانه سيعود الاحد للاراضي الفلسطينية وسيعقد مؤتمرا صحافيا للتأكيد علي مواقفه مما جري في قطاع غزة وسيطرة حماس عليه. وشدد المصري علي ان الحسن تعهد بالعودة الي رام الله الاحد والتصدي للتيار المتأسرل والمتأمرك في داخل صفوف حركة فتح . وشدد المصري علي ان القاعدة التنظيمية لحركة فتح هي خلف تيار ياسر عرفات المحافظ علي الثوابت الوطنية التي دفع حياته ثمنا لها ومضيفا بان هاني الحسن كقائد وطني بدأ يقرع الجرس للوقوف امام المؤامرة التي تحاك لهذا الشعب والتي بدأت بحصار الرئيس عرفات واغتياله بالسم وعدم التحقيق بتلك الجريمة . وعن المساعي داخل حركة فتح لتجميد عضوية الحسن في اللجنة المركزية ومحاكمته علي ضوء تصريحاته التي اكد فيها بأن الذي جري في قطاع غزة هو احباط لخطة دايتون المنسق الامني الامريكي في الاراضي الفلسطينية قال المصري الاخ هاني يسأل اين كانت اللجنة المركزية من ممارسات تيار دحلان واين كانت اللجنة المركزية من خسارة الحركة للانتخابات التشريعية ، ومشددا علي ان القاعدة الفتحاوية ستتصدي الي المطالبين بمحاكمة الاخ هاني الحسن ومشيرا الي ان هناك قرارا فتحاويا بالتصدي الي تيار دايتون دحلان علي حد قوله. الي ذلك يواصل القيادي البارز في الحركة ايضا وعضو اللجنة المركزية ابو ماهر غنيم دعمه لخطة تقضي بانقاذ الحركة ومعالجة ازمتها عبر العقد السريع للمؤتمر الحركي السادس او عقد مؤتمر مصغر بسبب حالة التشظي التي تواجهها الحركة.