ذكرت مصادر فلسطينية مقرّبة من حركة «فتح» أن هناك اتصالات ومشاورات من أجل تقديم استقالات جماعية من الأطر القيادية في الحركة ردا على قرار فصل دحلان في خطوة تؤشر على دخول الحركة منعطفا خطيرا خاصة بعد أن هددت قيادات فتحاوية بفتح ملفات فساد محمود عباس. فقد كشف أحد قيادات فتح (رفض ذكر اسمه) ان خلاف عباس مع دحلان شخصي بسبب انتقاده لأبناء الرئيس على خلفية استحواذهم على المال الفلسطيني واستغلالهم منصب والدهم. وهدّد المصدر بفتح ملفات الفساد المالي والاداري للرئيس «أبو مازن» وأعوانه بداية من استحواذه الفردي على قرارات اللجنة المركزية ومنظمة التحرير والمجلس الثوري وعدم محاسبة المتورط في تسريب ملف اللاجئين وبيع طائرة الزعيم الراحل ياسر عرفات والاستيلاء على ثمنها. ونقل موقع «الكوفية برس»، عن مصادر مقربة من دحلان، قولها «غزة ستقول كلمتها الفصل في قضية دحلان، وهناك اتصالات ومشاورات تجري الآن لتقديم خمسة من اعضاء اللجنة المركزية و25 عضواً في المجلس الثوري للحركة من القطاع استقالتهم». وأضافت أن هؤلاء يعتبرون أن «المستهدف من القرار «فصل دحلان» قطاع غزة وليس دحلان نظراً لأنه فاز بعضوية اللجنة بأصوات أعضاء الحركة من القطاع». وأشادت بموقف ستة اعضاء من اللجنة المركزية رفضوا القرار، متهمة عباس وعدد من أعضاء اللجنة ب«تدشين مرحلة التوريث في قيادة الحركة من خلال إقصاء الرجل القوي «دحلان» عن قيادتها». ووجهت أصابع الاتهام الى أربعة اعضاء في اللجنة بالعمل في «مطبخ المؤامرة» ضد دحلان وفصله من اللجنة المركزية وهيئات الحركة الاخرى وتقديمه الى القضاء بتهمة الفساد والقتل. ووصفت القرار بأنه «غير قانوني ويحتاج الى غالبية ثلثي أعضاء المجلس الثوري للحركة لإقراره»، مشددة على أنه «لا يمكن تقديم دحلان الى المحاكمة نظراً لأنه عضو في المجلس التشريعي ويتمتع بحصانته». وقالت إن دحلان «لن يرد على القرار في المرحلة الراهنة، وسيترك حرية الرد لأنصاره في قطاع غزة». من جانبه، قال قيادي بارز في حركة فتح إنه تم إلغاء الاجتماع الذي كان من المقرر عقده أمس في غزة لمناقشة فصل دحلان. وقال القيادي في تصريح نقلتها وسائل إعلام محلية «لقد وجهت دعوة للكادر الفتحاوي للاجتماع مع الهيئة القيادية العليا للحركة في منزل الدكتور عبد الله ابو سمهدانه امين سر الهيئة الا انه ألغى هذا الاجتماع». في الأثناء يرى محللون فلسطينيون أن فصل عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) محمد دحلان يطرح جملة تساؤلات حول تداعيات القرار على الحركة وعلى مستقبلها وإمكانية حدوث انشقاق في صفوفها. فبينما يرى محللون في قرار فصل دحلان دليلا على وجود تناقضات حادة داخل الحركة وتراجع في الحياة السياسية، يتحدث آخرون عن خلاف مناطقي بين الضفة الغربية وقطاع غزة إذ تشعر قيادات القطاع بالتهميش.