- شهد هذا الأسبوع بعض التطورات الهامة في قطاع الراديو والتفزيون التجاري حيث اعلن أن شركة آر تي إل نيدرلاند التيتدير ثلاث قنوات تلفزيونية تجارية هنا ستشتري تالبا ميديا التي يملكها قطب الاعلام . ثم، علمنا، بعدها بيوم واحد أن شركة إس بي إس التي تدير ثلاث قنوات هولندية أيضاً قد بيعت لشركة البث الألمانية بروسيبنسات.I. كانت الصفقة مع آر تي إل متوقعة خلال الأشهر الماضية. آر تي إل نيدرلاند هي الفرع الهولندي لشركة البث الأوروبية الأكبر، آر تي إل التي تتخذ من لوكسمبورج مقرا لها. قبل عدة أسابيع نشر الموقع الإلكتروني ل آر تي إل نيدرلاند بالصدفة صفحة تتضمن إعلان الصفقة. أزيلت تلك الصفحة بسرعة، لكن الضرر قد وقع – عرف جميع المنخرطين في العمل التجاري الإعلامي اتجاه الريح. لكن تالبا كانت تخوض محادثات مع إس بي إس أيضاً وتعمل على تنافس شركتي الإعلام الهولنديتين العملاقتين لكي تحصل على أفضل صفقة. أخيراً، تم الإعلان، لكنه لم يكن كما توقع الجميع. قبل عامين، أطلق محطته التلفزيونية الخاصة به في محاولة لكسر احتكار الشركتين الكبيرتين. ساهمت الخلفية العملية لدي مول، كمؤسس شريك لشركة إنديمول التي أنتجت برنامج الأخ الأكبر وسلسلة من برامج الواقع التلفزيونية على نطاق العالم، على نجاحه في اجتذاب مجموعة من الأسماء النجوم وانتقالها من آر تي إل و إس بي إس. نجح أيضاً في الحصول على حقوق بث أهم مباريات كرة القدم الهولندية، والتي كانت تملكها من قبل شركة التلفزيون العامة إن أو إس. ظهر كأنه يمتلك المقومات المناسبة للنجاح. لكن بمجرد إطلاقه المحطة عام 2005، انطلقت الانتقادات ضدها. كانت العروض الرياضية طويلة، ممطوطة وترافقها تحليلات من الاستديو أكثر من اللازم واستراحات إعلانية يبدو ألا نهاية لها وتستمر حتى بعد منتصف الليل. فشلت البرامج الأخرى في اجتذاب الاهتمام العام. لم تساعد الطريقة التي ردت بها تالبا على إصلاح الوضع، سحب العروض من جدول البرامج، أو تغيير وقت تقديمها بعد أسابيع قليلة من بداية بثها. بدا للمشاهد وكأن تلفزيون تالبا، الذي غيّر اسمه لاحقاً إلى تيين، يفتقر إلى الإحساس بالواقع. قبل الإطلاق، تحدث دي مول عن رغبته في الحصول على نسبة 10 % من السوق، وبدأ تشغيل قناة ثانية، لكن الأرقام الحقيقية للمشاهدين كانت محبطة جداً. لذلك، عندما أعلنت آر تي إل الصفقة يوم الثلاثاء، تسرب أنها ليست راغبة في استمرار تشغيل تيين، واعتبر العاملون فيها عمالة فائضة. ستمتلك آر تي إل مجموعة من برامج تيين الناجحة، بما فيها تغطية مباريات كرة القدم. بلا شك، أثرت هذه التجربة على اعتداد بنفسه. عندما تكون ثرياً وشهيراً، تتوقع أن تسير الأمور وفق ما ترغب. لكن دي مول تعلم من هذه التجربة الصعبة أن إدارة شركة إنتاج وبيع ما تنتجه إلى محطات التلفزيون شيء، وتشغيل المحطة بأكملها شيء آخر. يتمتع مشاهدو التلفزيون الهولنديون حالياً بخيارات فيما يشاهدونه أكثر بكثير مما كان عليه الأمر قبل 10 سنوات، كما أصبحوا لنفس السبب أكثر دقة وحذقاً في خياراتهم. مُني دي مول بالفشل أيضاً مع قناة أطلقها في التسعينات. لذلك ليس من المستغرب أن يكون راغباً في التخلي عن تشغيل المحطات والعودة إلى العمل الذي يتقنه جيّداً بشهادة الجميع – إنتاج البرامج وبيعها للآخرين. راديو 538 كشف المسئول التنفيذي الأول في شركة آر تي إل، فونس فان ويسترلو، صباح الأربعاء أن آر تي إل لا تستهويها محطة التلفزيون، بل راديو 538. راديو 538 هو المحطة التجارية الأولى في السوق، ومن بين المحطات القليلة التي تجني أرباحاً هنا. دخلت آر تي إل مجال العمل في الإذاعات من قبل، بتشغيلها محطتين. إحداها، يورين إف إم، كانت فاشلة إلى حد ما وتم بيعها، بينما خسرت آر تي إل إف إم ترددات ال إف إم الأرضية التابعة لها الصيف الماضي لصالح مشغّل جديد هولندي 100% بعد معركة قانونية دامت ثلاث سنوات، ومن ثم أُغلقت. لكن الآن، عادت آر تي إل إلى سوق الإذاعات الهولندي بشكل أوسع كثيراً من قبل. بينما لا يزال محللو الإعلام منهمكين في هضم هذه الأخبار، جاء خبر بيع شركة إس بي إس التلفزيونية إلى بروسيبينسات.I.، في صفقة ظلت تختمر لعدة شهور. أحد المستفيدين من هذه الصفقة شركة النشر الهولندية تي إم جي، مالكة صحيفة دي تليخراف الأكثر بيعاً في هولندا. تتمتع تي إم جي، كمساهم في إس بي إس، بحق الاختيار بنسبة 12% في بروسيبينسات I.، لكنها اختارت الحصول على المال الذي وفّر لها ربحاً يبلغ 360 مليون يورو. يملكها الألمان ما تعنيه هاتان الصفقتان أن جميع القنوات التجارية التلفزيونية الستة الرئيسية في هولندا ستصبح الآن مملوكة لألمان. ستستولي بروسيبينسات.I على إس بي إس، بينما تمتلك بيرتيلسمان إي جي الألمانية من قبل آر تي إل. بلا شك، سوف يثير ذلك دهشة الكثيرين هنا، رغم أنه ومن الناحية العملية ستستمر العمليات الهولندية تدار من قبل عاملين هولنديين. في الحقيقة ستكون هناك بعض الفوائد. مدينة هيلفرسوم للإعلام كانت ولا زالت مكاناً لتسجيل عدد من عروض التلفزيون الألماني التي تجتذب جمهوراً كثيفاً في استديوهاتها. سيزداد عدد العروض الألمانية التي تُسجل هنا، وبالطبع ستوفر دخلاً إضافياً. لآر تي إل نيدرلاند وإس بي إس كليهما ما يحتفلان به عقب إبرام الصفقتين. فازت آر تي إل بمحطة الإذاعة الأولى في السوق وبصفوة برامج تيين. وأصبحت إس بي إس الآن جزء من عملية أكبر ستضيف إلى آر تي إل قوة تنافسية أكبر. يستطيع الآن التركيز على إنتاج البرامج التي يمكن أن يبيعها إلى عمالقة الإعلام. يبدو أن الجميع سيكسبون، لكن لا تحاول قول ذلك إلى المائة أو أكثر الذين سيخسرون وظائفهم في إحدى الأعمال المغامرة الأقل نجاحاً ل.