اشترى رجل الاعمال الفرنسي التونسي طارق بن عمار مختبرات "اكلير" التاريخية لتظهير الافلام السينمائية ما يعزز موقعه على رأس شبكة اوروبية لتوزيع الافلام تنافس كبرى شركات الانتاج الاميركية. وبهذه الصفقة يكون بن عمار وضع يده على جميع المختبرات السينمائية الفرنسية اكلير و"ال تي سي" التي اشتراها عام 2002 وكذلك "جي تي سي" و"ال ان اف" اللتين سبق ان اشترتهما اكلير ما يوازي رقم اعمال بمستوى 160 مليون يورو ومجموع 820 موظفا. كذلك يملك طارق بن عمار في تونس استديوهات صور فيها عدد من الافلام الاميركية الضخمة مثل "ستار وورز" (حرب النجوم) للمخرج جورج لوكاس وسلسلة افلام "رايدرز اوف ذي لوست ارك" لستيفن سبيلبرغ. غير ان طموحات بن عمار لا تتوقف عند هذا الحد اذ يطمح لشراء شركات توزيع في جميع انحاء اوروبا مفيدا في ذلك من الارباح الطائلة التي يجنيها من نشاطاته التلفزيونية في ايطاليا حيث حققت شركته القابضة "هولاند" التي تملك مجموعة شبكات رقمية خلال العام 2006 ارباحا قياسية قدرها 237 مليون يورو. وبعدما اشترى بن عمار في شباط/فبراير 43% من اسهم اكلير من مؤسسيها عائلة دورموا عاد واشترى الاربعاء الحصة المتبقية وقدرها 57% من صندوق الاستثمار "او تي ام اف 2" في مصرف بي ان بي لقاء 13 مليون يورو. كذلك تشمل نشاطات بن عمار الصناعات الفنية الفرنسية حيث يملك شركتي دوران دوبوا لخدمات ما بعد التصوير والمؤثرات الخاصة وسكانلاب فضلا عن شركات اس اي اس وسيني-ستيريو واكوستي المتخصصة في الصوت. وفي المقابل يحتفظ صندوق او تي ام اف 2 بالملكية الحصرية لشركة تيليتوتا المتخصصة في خدمات ما بعد التصوير للتلفزيون والتي كانت من ضمن شركة اكلير. وقال بن عمار متحدثا لوكالة فرانس برس "اشتريت مختبرات كانت على شفير الافلاس. استثمرت خمسين مليون يورو على فترة خمس سنوات لتعويمها وتأهيلها للوثبة الرقمية وحافظت على الوظائف". واوضح ان هذه الصفقة ستضمن لشركات "تحقق هذه السنة ارباحا للمرة الاولى" موقعا افضل للتفاوض مع شركة كوداك الاميركية التي تزودها باشرطة الافلام على سعر هذه الاشرطة الذي يمثل "50% من كلفتها". كما ستعزز موقع المختبرات السينمائية حيال زبائنها شركات انتاج الافلام التي تركت "ثلاثين مليون يورو من المبالغ غير المسددة" خلال السنوات الست الماضية على حد قول بن عمار. وعبرت وزيرة الثقافة الفرنسية كريستين البانيل الاربعاء عن ذهولها ل"عملية تركيز النشاطات" هذه مشيرة الى انها ستبحث "قريبا جدا" مع بن عمار انعكاسات الصفقة على شبكة الانتاج السينمائي. وقال بن عمار بهذا الصدد "اتفقنا على اللقاء في كانون الثاني/يناير". من جهتها ابدت ثلاث منظمات فرنسية للكتاب والمخرجين والمنتجين السينمائيين قلقها حيال اي تبعات اجتماعية لهذه العملية. غير ان بن عمار رد مؤكدا "انا رجل سينما ولست مصرفيا او مضاربا. ادير هذه الشركات كرب عائلة". غير ان طموحه الحقيقي يكمن في منافسة الشركات الاميركية الكبرى التي تسيطر على 70% من سوق توزيع الافلام في اوروبا. ويقول "لا تزال هناك نسبة 30% من السوق متاحة لشركة اوروبية كبرى". وكان اشترى مطلع كانون الاول/ديسمبر 75% من شركة ايغل بيكتشرز الشركة الايطالية الاولى لتوزيع الافلام مقابل 85 مليون يورو وهو يبدي اهتماما بشراء اسهم في الدول الاسكندينافية والمانيا. كما اشترى اخيرا 15% من رأسمال شركة اليانس الكندية المتخصصة في انتاج الافلام الاميركية المستقلة والتي تملك شركتي مومنتوم البريطانية واوروم الاسبانية.