قالت مصادر أمنية إن متشددين يستلهمون نهج القاعدة قتلوا أربعة جنود لبنانيين يوم الخميس في معارك شرسة في مخيم للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان. وقالت المصادر إن تسعة جنود آخرين أصيبوا بجروح في القتال الذي تفجر في مخيم نهر البارد الذي بدأ في ساعة مبكرة من صباح يوم الخميس بعد أن قتل قناصة من فتح الإسلام جنديين مما دفع القوات اللبنانية الى إطلاق نيران المدفعية. ويشتبك الجيش ومتشددو فتح الإسلام في مخيم نهر البارد الساحلي منذ ثمانية أسابيع. وقتل 209 أشخاص على الأقل في أسوأ اعمال عنف داخلي منذ الحرب الاهلية التي تفجرت في الفترة من عام 1975 الى عام 1990 . وقالت مصادر أمنية وسياسية يوم الاربعاء إن الجيش الذي يخشى من ان يستدرج الى حرب استنزاف قرر شن هجوم شامل لاقتلاع المتشددين الذين تحدوا مطالب السلطات اللبنانية بالاستسلام. لكن الجيش نفى في بيان أن القتال الذي يدور يوم الخميس هو الهجوم النهائي. وقال إن العمليات العسكرية المستمرة حاليا مازالت في إطار تضييق الخناق على المسلحين لإجبارهم على الاستسلام والخضوع للعدالة. وقال شهود إن الجيش يقصف المخيم الساحلي منذ الصباح الباكر بمعدل يتراوح بين سبع وعشر قذائف مدفعية في الدقيقة. وتصاعدت أعمدة الدخان الأسود من داخل مبان بالمخيم تحولت الى أنقاض. والقتال الذي دار يوم الخميس كان الأعنف منذ أن أعلن وزير الدفاع اللبناني يوم 21 يونيو حزيران ان كل العمليات القتالية الرئيسية توقفت في نهر البارد بعد ان استولى الجيش على جميع مواقع المتشددين على مشارف المخيم. ولا يسمح للجيش بدخول 12 مخيما للاجئين الفلسطينيين بموجب اتفاقية عربية تم التوصل اليها في عام 1969 . وألغيت الاتفاقية من جانب البرلمان اللبناني في منتصف الثمانينات لكن الاتفاق بقي ساريا. وقتل 91 جنديا و75 متشددا و43 مدنيا في القتال الذي بدأ مع متشددين اسلاميين في المخيم ومناطق أخرى يوم 20 مايو ايار. وتسبب هذا القتال في تقويض الاستقرار بدرجة أكبر في لبنان بعد ان وجد نفسه في ازمة سياسية مستمرة منذ ثمانية اشهر أصابته بالشلل بالاضافة الى التفجيرات التي شهدتها بيروت والمنطقة المحيطة بها وفراغ أمني خطير بعد عام من اندلاع الحرب بين اسرائيل وحزب الله. وتقول الحكومة اللبنانية إن فتح الاسلام أداة في يد المخابرات السورية وهو اتهام تنفيه دمشق وفتح الاسلام. وتقول الجماعة إنها ليس لها علاقات تنظيمية مع القاعدة لكنها تؤيد ايديولوجيتها المتشددة. وبعض أعضاء فتح الاسلام وهم بصفة اساسية من اللبنانيين والفلسطينيين والسوريين والسعوديين قاتلوا في العراق. وتقول المصادر الأمنية إن عشرة سعوديين على الاقل بين المتشددين القتلى. من نزيه صديق