′′إنني أحس على وجهي بألم كل صفعة توجه إلى مظلوم في هذه الدنيا، فأينما وجد الظلم فذاك هو وطني" جيفارا إنها صدق الكلمات التي عبر عنها جيفارا وعاش يناضل لأجلها على الأرض يقف إلى جانب المضطهدين ويصنع من موقعه النضالي صورا للحرية لم تكن هذه كلمات شاعر ولا أديب وايما كان موقفك العقائدي أو السياسي أو الاديولوجي فلا يسعك إلا ان تصطف خلف هذه المقولة الإنسانية وترصع جهدك النضالي بأحلى وسام أخلاقي تمنحه لك مشاعرك الفطرية السليمة وتنتمي إلى صف "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا" واضعا الترجمة العملية بالتعبير الرسالي الرافض للصمت عن جريمة الاستعباد والقمع الممارس على شعبنا في تونس. إننا نتعلم من الأحرار الذين دفعوا حياتهم ثمنا للحرية والذين كسروا جدار الصمت وراحوا يبحثون عن القوة والشجاعة والفعل في مواجهة الخوف الصانع للفساد والخداع والكذب والنفاق الذين قالوا لن نصمت بعد الآن ( ..لا خوف بعد اليوم.. ) (.. الجوع ولا الخضوع.. ) ( لا لتكميم الأفواه ..) الذين قالوا إذا صمتنا عن كل ذلك فسنصمت عن حقوقنا وعن المطالبة بها وسنفقد مع الوقت سلامة الفطرة الكامنة في أعماقنا التواقة للحق بكل أنواعه في التعبير والتفكير والكتابة .. إذا صمتنا اليوم فسنصمت إلى الأبد حين نورث هذه الثقافة اللااخلاقية إلى الأجيال القادمة وسندفّعها فاتورة انتمائها إلى ما خلّفناه لها من ثقافة الخنوع والاستخفاف والتقوقع والخوف إننا سنتكلم وسنسمع العالم اجمع بقضيتنا التونسية وسنعبر عن آلامنا وأحلامنا إننا لن نصمت بعد الآن ... هذه العبارات هي صدى صوت نستوحيه من أفواه المغادرين للسجون لتوهم الأبطال: القلوي..عبو..وعتيق...وغيرهم ممن لم تتح لهم فرصة التعبير. لقد كنتم في سجون ليس لها الا هدف واحد وهو الانتقام من الأحرار وممارسة جبروت الحقد الأعمى الساكن في قلوبهم محاولين كسر صمودكم وقتل روح التعبير وحرية الرأي التي تسكن في أعماق نفوسكم والتي بنيتموها في ذواتكم حتى تحولت إلى ثقافة أردتم توريثها للآخرين وهانتم هؤلاء تغادرون السجون والمعتقلات اكثر تجربة وعزيمة. لقد أجبرتمونا على احترامكم حين رفضتم أن تتاجروا ببضاعة النضال وحقّت لكم التحية والتقدير لأنكم كنتم تملكون الوعي الكافي فكرا وممارسة ونازعتم في حق شعب صمت اغلبه واستخفّ به وضاعت حقوقه فكنتم أداته النضالية التي انحازت إلى صفه وهي لا تملك إلا الكلمة سلاحا في مواجهة أدوات التنكيل والتعذيب والإكراه . لقد سجلتم بهذه المنازعة حق شعبنا الذي كاد يضيع وعلم القاصي والداني أن مقولة دولة القانون والحريات ما هي إلا استخفاف بالعقول وضحك على الذقون وتزييف لجريمة أرادوا لها أن تمر في صمت وأردتم لها أن تكون في العلن وكان ثمنها حريتكم وحرمتكم الجسدية والنفسية .. عذرا إن كنا لا نستطيع أن نعوض عنكم سنوات القهر والتعذيب فإننا نستطيع كل الاستطاعة أن نواصل على درب الحرية الذي رسمتموه .. فلنعش لهذه القناعة .. ولنعبر عن هذه الأفكار.. لنكتب ما نشعر به.. ونقول ما نؤمن به ..ولننقل هذه الهموم إلى الآخرين.. إلى أبناء شعبنا كما علمنا أبطالنا المحررون .. ايها الاحرار المسرحون لا تبخلوا علينا بكتابتكم حاولوا ان تسجلوا ما وقفتم عليه من حقائق داخل السجون والمعتقلات فنحن بحاجة ماسّة الى النص المكتوب الذي يدوّن هذه المأساة ويضعنا على طريق التثقيف الحركي النضالي حتى تستمر المسيرة بالاتجاه الذي يصنع نفوسا كبيرة تخدم رسالة الحرية .. رسالتكم التي هي رسالتنا .. المكتب الحقوقي والإعلامي جمعية الزيتونة سويسرا