الحمد لله مجددا على العودة الى مناشطي الاعلامية الطبيعية على صدر الوسط التونسية وعلى دروب الشبكة الافتراضية والصحف الورقية حيث وجدت طريقي الى العمل الدؤوب والشاق منذ مالايقل عن عشر سنوات . الحمد له تعالى أن وفقني الى معرفة الرجال والصادقين من الاخوان والأخوات من خلال تساؤلهم الهاتفي والبريدي ومن خلال مؤازرتهم المعنوية الصادقة ودعائهم لي ولولدي بتمام الشفاء والمعافاة ... اخوان لم أعرفهم من قبل ولكنه فضل الله تعالى أن عرفني اياهم من خلال منبر الوسط التونسية وشقيقاتها في الحقل الاعلامي العربي , حيث اكتشفت من خلال صدق العبارة وعمق التضامن الأدبي والمادي أن تونس ودول الجوار المغاربي مازالت بألف خير وعافية مادام الجسد فيها ينبض ايمانا واحساسا بمعاني التازر والتالف والتضامن في أوقات الشدة والمحن . عبارات غمرتني لطفا ومودة ومساندة وتشجيعا, وهو ماجعلني أزداد شوقا الى مواصلة المشوار والى معانقة فضاء فقراء الساحة الاعلامية حيث الكلمة الاليكترونية والورقية التي تحتفل أفقا مكانيا وزمانيا رحبا بالتخلص من أباطرة المال والاعلام ... سقط من بين مقلتي قادة كبار يملأون الفضاء السياسي التونسي جلبة وصياحا وتأزيما للفضاء العام من خلال حرصهم على التقدم بصورة اعلامية وريادية منفوخة استثمروا فيها المال العام وشرعية تاريخية أقاموها على ظهور الغلابى والمساكين من خلال شحنهم لحالة الاحتقان ... وبالمقابل اكتشفت رجالا من الأجيال الصاعدة ممن لم تغمرهم الشهرة ولم تعم بصيرتهم الأضواء الكاشفة , حيث سجلت لهم مواقف سأشهد بها لهم بين يدي الله تعالى ثم خلقه ... رجال هاتفوني أو كاتبوني من تونس وليبيا والجزائر والامارات العربية المتحدة واخرون من المملكة البريطانية المتحدة وفرنسا وألمانيا وايطاليا وهولندا والدنمارك...,والكل أشعرني بعظمة الاسلام والوطن والأمة والمشاعر الانسانية النبيلة بعد أن كدنا نخال بأن مساحة الوطن لاتتجاوز رقعة جغرافية وضع المستعمر القديم بصماتها الجغرافية والسياسية ... المحنة كانت فعلا منحة الهية ولعلني لن أنصف كل هؤلاء حتى ولو مررت على ذكرهم اسما اسما وسأعتذر لهم جميعا حتى لاأظلم من غفلت عنه الذاكرة أو أنسانيه الشيطان ...
وبين جنبات هذه المصافحات كانت الفرصة رائعة وثمينة للتواد والتصافي مع اخوان وأصدقاء تقطعت بيني وبينهم السبل نتيجة محنة المنفى التي طال أمدها غير أن نفقها يبدو بحسب تقديراتي الشخصية والسياسية في طريقه الى النهايات ... أحداث كثيرة تابعتها أثناء انقطاعي عن الكتابة طيلة ثلاثة أسابيع ووددت والجسد مرهق والدم ينبض والروح تخفق ألا تمر دون تعليق أو تحليل أو مداعبة ذهنية أو قلمية , غير أن أكثر ماالمني هو عجزي عن تدوين أفكار ورؤى هي بنت الحدث والساعة وهو مايجعل العودة اليها بعد أسابيع من قبيل الأمر المتراكم والصعب ... موقفي من موضوع عودة المغتربين السياسيين أو المنفيين الى تونس كان من بين الأمور التي تدفعني الى الخروج من حالة العجز الجسدي أثناء فترة الاعتلال , ونتائج الانتخابات التركية وفوز حزب العدالة والتنمية كان موضوعا اخر يثير في الكثير من الاستفزازات في علاقة للموضوع بأداء الحركة الاسلامية العربية وعلاقتها المتشنجة بالسلطة فعلا وقوة واكراها وسوء تدبير سياسي في كثير من الأحيان ... عودة الدب الروسي الى المسرح الدولي من خلال استعادة ذكريات ومؤشرات الحرب الباردة كان قضية أخرى استثارت في روح الكتابة وجماليتها النفسية والأدبية في علاقتها بتطلعات الرأي العام , ولكن للمرض وقوانينه الالهية أحكام سلطانية ملزمة . مشروع شركة اعمار العملاق بالجمهورية التونسية , ونبرة معتدلة جديدة في الخطاب السياسي الرسمي التونسي مع ماتحمله من مؤشرات ودلالات وترقبات ,وخطاب رئيس الجمهورية التونسية الأخير الموجه للقضاة ... : قضايا استأنست واستجمعت فيها القوة النفسية والصحية من عند الخالق , فمن الله علي هذا اليوم بكتابة تقرير اخباري مركز عن زيارة الصليب الأحمر الدولي للسجون التونسية, ثم تحرير هذا النص في محاولة للعودة المتدرجة فالقوية والمثمرة الى الساحة الاعلامية والأدبية والسياسية . على العموم هذه بعض الاشارات للقارئ حول ماحدث لي على مدار حوالي شهر ولقد عودت النفس أن تمارس الشفافية في النقل والرواية الشخصيين ولو من باب السيرة الذاتية الموضوعية طلبا لصنف جديد من الاعلام يجمع بين جمال القصة , وروعة الكلمة , ومتابعات الشأن العام التي لاينبغي تحويلها الى قاع اخباري صفصف ,معزول عن كل أثر للقيم والمشاعر الانسانية والوطنية النبيلة . كتبه مرسل الكسيبي بتاريخ 11+12 أغسطس 2007 :