قال الرئيس التونسي زين العابدين بن علي إن ما يشهده العالم اليوم من تفاقم لمخاطر التطرف والإرهاب يؤكد الحاجة إلى مضاعفة جهود المجموعة الدوليّة لإيجاد حلول مشتركة لمجمل المشاكل المطروحة. ودعا في حديث لمجلة (الحوادث) اللبنانية، وزّع نصه الجمعة بتونس، إلى "ضرورة التعجيل بعقد مؤتمر دولي برعاية الأممالمتحدة لوضع مدوّنة سلوك لمكافحة الإرهاب تلتزم بها جميع الدول" أمام تصاعد هذه الآفة التي تتعارض مع كلّ القيم الإنسانيّة وشدد بن علي في حديثه على أن التصدّي للتطرف والإرهاب يستدعي اعتماد مقاربة شمولية لا تقتصر على الأبعاد الأمنية فقط، وإنّما تشمل الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتربوية والسياسية، "لأنّ أيّ خلل يصيب أيّا من هذه الأبعاد يكون مصدرا يتغذّى منه النزوع باتّجاه التطرّف والإرهاب". وأكد أن "التصدّي لظاهرة الإرهاب يتطلّب أيضا القضاء على الفقر في العالم، والعمل على جسر الفجوة الاقتصادية والمعرفيّة بين دول الشمال ودول الجنوب، والعمل على بث قيم التسامح والوئام مع السعي الحثيث لإيجاد الحلول العادلة للقضايا العالقة التي تبقى بؤر توتّر ونزاعات تولّد مشاعر الإحباط والشعور بالإذلال لدى شعوب كثيرة"، على حد تعبيره من جهة ثانية، قال الرئيس التونسي إن بلاده لا تؤمن البتة بحتمية صدام الحضارات والثقافات بل أنها ترى أنه حان الوقت لتجاوز فرضيّة التعارض بين الشرق والغرب، والتخلص من سوء الفهم المتراكم بين الحضارات والأديان، مؤكدا أن الحوار مع الغير "هو ضرورة لا محيد عنها لبناء جسور الثقة بين البشر وإثراء علاقات التفاهم والتقارب بينهم" ولتصحيح صورة العرب و المسلمين وإزالة ما انتابها من شوائب نتيجة الفهم الخاطئ لحضارتهم و ثقافتهم ودينهم . (24 آب/أغسطس 2007)