تقدمت مجموعة «بي إن بي باريبا» المصرفية الفرنسية على منافساتها الأوروبية، بعدما أبرمت صفقات لشراء حصص في مصارف تونسية وليبية وجزائرية ومغربية، جعلتها الشريك الأوروبي الأول للمصارف المغاربية. وأعلنت أن البنك المركزي الليبي اختارها «شريكاً استراتيجياً» ل «بنك صحارى» الحكومي، لتُصبح أول مصرف أجنبي يقدّم نشاطات وخدمات مصرفية كاملة في ليبيا. وقبل ««بنك صحارى» سبق للمجموعة الفرنسية أن اشترت 50 في المئة من أسهم «الاتحاد البنكي للتجارة والصناعة» التونسي، ووضعت علامتها المميزة على فروعه في العاصمة والمحافظات الداخلية، معلنة أنها ستعزز حضورها في تونس بفتح 30 فرعاً خلال السنتين الجارية والمقبلة. وسيدفع «بي إن بي باريبا» 145 مليون يورو (200 مليون دولار) مقابل 19 في المئة من «بنك صحارى»، وسيتولى بموجب اتفاق مع البنك المركزي إدارة المصرف الليبي، وتشغيل شبكته المؤلفة من 48 فرعاً في ليبيا. وأفاد مصدر في المجموعة في اتصال هاتفي مع «الحياة» أن خطة الانتشار في تونس تندرج ضمن مشروع يرمي لفتح 200 فرع جديد في المنطقة المتوسطية وبلدان الخليج، خلال فترة تنتهي في أواخر السنة الجارية. وتشمل الخطة إقامة شراكات مع مصارف محلية، ضمن خطط التحديث التي تعتمدها، لمواجهة المنافسة المتزايدة في القطاع. واتفقت المصارف المغاربية في مؤتمر عقدته الشهر الماضي في مدينة حمامات التونسية، على مباشرة تنفيذ بنود «اتفاق بال 2»، على ثلاث مراحل. وتتعلق المرحلة الأولى بإدخال تحديث شامل على أنظمة المعلومات في المصارف المغاربية، فيما تتمثل الثانية برصد اعتمادات لمواجهة الأخطار المصرفية والسيطرة عليها. فيما تتعلق الثالثة بإيجاد مرجعية تشكل سلطة رقابة داخل كل مصرف، بالإضافة لإلزام المصارف باحترام قواعد السوق، ما يعني إعطاء معلومات دقيقة ودورية في شأن أوضاعها المالية. يُذكر أن الاتفاق بين البنك المركزي الليبي و»بي أن بي باريبا» يمنح المجموعة الفرنسية حق زيادة حصتها إلى 51 في المئة خلال السنوات الخمس المقبلة، ما سيُعزز موقعها في عمليات تخصيص مصارف عامة خلال المرحلة المقبلة.