ينتخب المغاربة الجمعة نوابهم ال325 في اطار الانتخابات التشريعية التي يأمل الاسلاميون المعتدلون في حزب العدالة والتنمية الفوز فيها. وهناك 15,5 مليون ناخب مسجل لهذه الانتخابات التي يخوضها مرشحون من 33 حزبا سياسيا اضافة الى 13 لائحة لمرشحين بدون انتماء سياسي. ويتنافس هؤلاء المرشحون على كسب اصوات الناخبين في 95 دائرة انتخابية. وتفتح مكاتب الاقتراع ابوابها امام الناخبين في الساعة 08,00 بالتوقيتين المحلي وغرينيتش وتغلق في الساعة 19,00 تغ. ويتوقع ان تؤدي نتائج هذه الانتخابات الى تشكيل حكومة جديدة. غير ان تعيين الوزير الاول (رئيس الوزراء) من صلاحيات الملك الحصرية وبالتالي يمكن ان يبقى حزب فائز بالمرتبة الاولى في هذه الانتخابات خارج الحكومة اذا لم يتوصل الى عقد تحالفات للحصول على اغلبية برلمانية. ولا يمكن لاي حزب ان يفوز بالاغلبية المطلقة بسبب طريقة الاقتراع التي تعتمد اللائحة النسبية على قاعدة بقاء الاقوى. وفي 2002 حل الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في الطليعة ب 50 مقعدا تلاه حزب الاستقلال (48 مقعدا) وحزب العدالة والتنمية (42 مقعدا). وعين الملك محمد السادس اثر الاقتراع رئيس وزراء غير مسيس هو ادريس جطو. ونجح هذا الاخير في تشكيل تحالف حكومي من خمسة احزاب ثلاثة منها حصلت على مقاعد اقل من مقاعد حزب العدالة والتنمية الذي اصبح في المعارضة. واشارت استطلاعات رأي قبل الحملة الانتخابية الى احتمال ان ياتي حزب العدالة والتنمية الاسلامي المعتدل الذي يستلهم من تجربة حزب العدالة والتنمية التركي في الطليعة في هذه الانتخابات. ويأمل قادته في مضاعفة عدد نوابهم وفي ان يصبحوا القوة السياسية الاولى في المغرب. غير ان تشكيل الحكومة المقبلة يعتمد على موقف الملك محمد السادس الذي يتولى معظم السلطات والمشاورات بين الاحزاب السياسية اثر الاقتراع. وستعلن النتائج النهائية للانتخابات الاحد تسبقها نتائج اولية السبت. وفي مسعى لتبديد المخاوف التي يثيرها في اوروبا الفوز المحتمل لحزبه في الانتخابات اكد سعد الدين عثماني (51 عاما) الامين العام لحزب العدالة والتنمية في مقابلة مع صحيفة "لي بيليران" الفرنسية على الطابع المعتدل للحزب. وقال "انا ديمقراطي مسلم كما ان غيري ديمقراطي مسيحي في اوروبا". واوضح "ان الحداثة ليست في تعارض مع الهوية الاسلامية. اما الحزب الذي اقوده حزب العدالة والتنمية فانه حزب يعتمد مرجعية اسلامية وليس حزبا اسلاميا". غير ان الطبقة السياسية المغربية تشك في احتمال اختيار الملك محمد السادس رئيس وزراء اسلامي في حال فوز العدالة والتنمية. وتدافع الاغلبية الحالية (يسار ووسط يمين) من جانبها عن حصيلتها التي تعتبرها ايجابية مشيرة بالخصوص الى منجزات في مجال البنية التحتية واصلاح قانون الاسرة والتعويض على ضحايا انتهاكات حقوق الانسان ونمو الاستثمارات الاجنبية وخاصة في مجال السياحة. ويشكل الاتحاد الاشتراكي للقوى الشعبية اكبر احزاب التحالف الحكومي المنافس الاكثر جدية لحزب العدالة والتنمية. ويتنافس الحزبان على اصوات الطبقات الوسطى في المدن الكبيرة حيث توجد قواعدها. وسيجري اقتراع الجمعة وفق نظام الاقتراع المباشر باللائحة النسبية. وسيختار الناخبون 295 نائبا في 95 دائرة انتخابية و30 نائبا ضمن لائحة وطنية منفصلة مخصصة لتأمين حصة تمثيلية للنساء. ويشارك في الانتخابات 33 حزبا مقابل 26 حزبا في انتخابات 2002 يتوزعون على ثلاث تيارات اساسية هي التوجه الاسلامي وضمنه حزب العدالة والتنمية واحزاب التحالف الحكومي الحالي (يسار ويمين وسط) واحزاب اليسار من خارج التحالف الحكومي. 06/09/2007