اثارت التهديدات بالقتل التي وجهت الى رسام وصحافي سويديين لنشرهما رسما كاريكاتوريا مسيئا للنبي محمد حملة تضامنية في الصحافة السويدية الاحد مدعومة بالمنظمات الاسلامية التي دانت بشدة هذه التهديدات. وكان زعيم "دولة العراق الاسلامية" التي اعلنها الفرع العراقي لتنظيم القاعدة اطلق نداء على الانترنت اعلن اهدار دم كل من الرسام لارس فيلكس ورئيس التحرير اولف يوهانسون ورصد مكافأتين ماديتين لمن يقتلهما قيمتهما على التوالي مئة الف وخمسين الف دولار. وطالب النداء بان يعتذر "الصليبيون" في السويد تحت طائلة مهاجمة شركات سويدية كبرى مثل "اريكسون" و"سكانيا" و"فولفو" و"ايكيا" و"الكترولوكس". واعلنت الصحف السويدية الاحد تضامنها الشديد مع كل من الرسام ورئيس التحرير ومدافعة بشراسة عن حرية التعبير. وكتب رئيس تحرير صحيفة "داغينس نيهيتر" الواسعة الانتشار توربيورن لارسون "نحن نعيش في بلد حيث حرية التعبير والكلمة لا يمليها احد لا المتشددون ولا الحكومات". وعمدت هذه الصحيفة الاحد الى اعادة نشر الرسم الكاريكاتوري المسيء بحجم صغير. واضاف "سبق ل+داغينس نيهيتر+ ان نشرت الرسم الكاريكاتوري (...) لقد شكل نشره بالنسبة الي برهانا". من جهتها كتبت صحيفة "سفينسكا داغبلاديت" انه "على وسائل الاعلام السويدية ان تنهض للدفاع عن حرية التعبير". واضافت "ان حرية التعبير ليست امتيازا للمؤسسات الصحافية وللصحافيين بل هي ضمانة للمواطنين بالحصول على مطبوعات متنوعة ومصادر اخبار متعددة وعلى الالهام فضلا عن القدرة على الرسم كل حسب رأيه". وينوي الرسام الموجود حاليا في المانيا حيث يدير مؤسسة فنية الصمود في وجه التهديدات. وقال لصحيفة داغينس نيهيتر "علينا الا ننحني (...) بدأت اشيخ وقد اموت في اي وقت. هذه ليست كارثة". وذكرت وكالة الانباء السويدية "تي تي" ان لارس فيلكس قد يعود الاثنين الى بلده. من جهة اخرى خصصت الصحف مساحات واسعة لتصريحات ممثلي الجاليات الاسلامية الذين دانوا بالاجماع هذه التهديدات. وقال محمود الديبي رئيس منظمة مسلمي السويد لصحيفة "داغينس نيهيتر" ان هذه القضية مشكلة داخلية ويجب الا تتحول الى قضية دولية. واعلنت هيلينا بن عودة رئيسة المجلس السويدي للمسلمين لوكالة فرانس برس السبت ان "الدعوة الى القتل جريمة" مشيرة الى ان المنظمات الاسلامية في السويد قادرة على تسوية هذه القضية وحدها. واضافت ان هذه المنظمات "فعلت ذلك بطرق عدة". ويحظر الاسلام اي رسم او تمثيل للنبي محمد. وكانت صحيفة "نيريكيس اليهاندا" التي تصدر في مقاطعة اوريبرو (غرب ستوكهولم) نشرت في 18 آب/اغسطس رسما كاريكاتوريا يمثل النبي محمد في جسم كلب ما ادى الى اثارة سجال عنيف. وادى هذا الامر الى قيام تظاهرات في السويد كما دار سجال في وسائل الاعلام السويدية دعا الى الحوار واحترام حرية الاعلام. وقدمت مصر وايران وباكستان اعتراضات لدى السويد عبر الطرق الدبلوماسية. وهذه القضية هي الثانية من نوعها في منطقة الشمال الاوروبي. فقد نشرت صحيفة "يولاندس بوستن" الدنماركية في ايلول/سبتمبر 2005 رسوما مسيئة للنبي محمد اشعلت في كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير 2006 موجة عارمة من الغضب في العالم الاسلامي ترافقت مع مقاطعة للمنتجات الدنماركية. 16/09/2007