كشف المجلس الثقافي البريطاني بتونس يوم 11 سبتمبر عن برنامج طويل المدى يستهدف شبابا شمال إفريقيا والشرق الأوسط. وبحضور عدد من أهل الفنون والعلوم والإعلاميين اعترف السيد بيتر سكيلتن، مدير المجلس، بضحالة النتائج التي حققها بتونس على الرغم من تواجده قبل نحو 34 عاما إلا انه دعا "إلى النظر إلى المستقبل بتفاؤل". وكشف السيد بيتر عن استراتيجية أطلق عليها اسم "استراتيجية العلوم والفنون والإبداع والتعاون والتبادل". وتهم شباب منطقتي شمال إفريقيا والشرق الأوسط من الذين تتراوح أعمارهم ما بين 16 و35 عاما. وقال إن من أولويات هذه الإستراتيجية منها "ربط سبل التواصل بين الشباب عبر الثقافات من خلال الفنون وكذلك دفع الحوار بينها". وسيعمل المجلس الثقافي البريطاني على جمع الشباب من مختلف البلاد العربية ومن بريطانيا لإقامة مشروع فني مشترك أو التحاور فيما بينهم حول مواضيع الساعة وسيكون ذلك أما مباشرة أو عبر الأقمار الصناعية. وسيتحول مقر المركز البريطاني بالعاصمة إلى مكان لالتقاء الشباب التونسي من مختلف الطبقات الاجتماعية للتحاور ضمن ما أطلق عليه تسمية "مقهى منتصف النهار" وكذلك سيرعى المركز عبر استقدام خبراء بريطانيين لورشات متخصصة لكتابة الشعر والرواية والتحقيق باللغة الانكليزية. واشتكت زينب فرحات التي تدير مسرحا خاصا بالعاصمة من غياب أي تواصل بين المجلس الثقافي البريطاني والمجتمع المدني بتونس وخاصة مع المبدعين. إلا أن السيد بيتر هوّن من الأمر مشيرا إلى أنهم بصدد "تقييم نجاحات وإخفاقات الماضي". ورعى المجلس الثقافي البريطاني خلال هذه السنة تجربة ناجحة تمثلت في جمع مجموعة من الشباب العرب من المشرق والمغرب كلهم من هواة الموسيقى حول مشروع أطلق عليه "مطبخ الموسيقى". وانتهى بعد إقامة الجميع طوال شهر في بريطانيا إلى انجاز لوحات موسيقية شارك الجميع في إعدادها بمساعدة موسيقيين بريطانيين وأقامت المجموعة سلسلة من الحفلات في العديد من البلاد العربية وبريطانيا. وفي تصريح لمغاربية قال لطفي صاوة الذي شارك في هذا المشروع "لقد اكتشفت الموسيقى الشرقية في بريطانيا لقد كانت تجربة رائعة تعرفت خلالها على الكثير من الأنماط الموسيقية كنت أجهلها مثل الكناوة والهيب هاب". أما زميله اسكندر بسباس فإنه لم يكن أقل انبهارا بالتجربة التي خاضها "أتمنى أن تتكرر مرة أخرى لأعمّق معرفتي بالموسيقى الشرقية والمغاربية التي كنت لا أعرف عنها الشيء الكثير". ولا تتوقف الاستراتيجية الجديدة للمجلس الثقافي البريطاني على الفنون والعلوم وإنما ستقوم ب"التركيز على مشكلة تشغيل الشباب وكذلك تشريك الشباب المعرض للتهميش والفشل بالإضافة إلى تنمية التكامل الاجتماعي في المجتمعات المختلطة". وفي رد عن سؤال لمغاربية حول الطرق التي سيتوخاها المجلس الثقافي البريطاني لمواجهة مشكلة البطالة قال السيد بيتر "إن فكرتنا تقوم على التوجه إلى الشباب لتنمية قدراته وإعطاءه مزيدا من الفرص لاقتحام سوق الشغل". ويبلغ معدل البطالة في تونس 15% وفقا للإحصاءات الرسمية التي أدلى بها الرنيس بن علي في يوليو الماضي. وسيكون للغة الانكليزية دور لتحقيق هذه الأهداف المترابطة على حد قول السيد بيتر إذ سيسعى المجلس الثقافي البريطاني إلى "دعم وتطوير كفاءات المدرسين المتخصصين في اللغة الانكليزية". وتعتبر اللغة الانكليزية الثالثة من حيث الحضور في تونس بعد العربية والفرنسية إلا أنه خلال السنوات القليلة الماضية بدأت العائلات التونسية تهتم باللغة الانكليزية ومع كل مطلع سنة دراسية تقف طوابير طويلة للأولياء أمام المركز الثقافي البريطاني والمركز الأمريكي اميديست لتسجيل أبناءهم لتعلم اللغة الانكليزية. والمجلس الثقافي البريطاني هو منظمة دولية تابعة للمملكة المتحدة تم تأسيسها سنة 1934 وهي تعمل على منح الفرص في المجال التربوي لشركائها حول العالم وتوطيد العلاقات الثقافية معهم من خلال مراكزها ال220 الموجودة في 110 بلدا.