شرعت وزارة النقل في تونس، في استغلال عدد من عربات المترو الخفيف من نوع جديد يضاهي العربات الموجودة في بعض العواصم الأوروبية، خصوصا من حيث شكله ومظهره. ويشمل المترو الجديد عدة خدمات لم تتوافر في العربات المعمول بها منذ نحو عشر سنوات في العاصمة التونسية وبعض الأحياء الشعبية المتاخمة لها، حيث يتضمن أجهزة تكييف وأجهزة سيطرة على الأبواب لدى السائق، بالإضافة إلى كاميرات مراقبة موزعة على مختلف العربات بغاية تعزيز الإجراءات الأمنية الهادفة إلى الحد من حوادث العنف وعمليات النشل والسرقة التي تفشت بصورة ملحوظة في وسائل النقل العمومي بالبلاد خلال الأشهر الماضية. وسيساهم هذا النوع الجديد من المترو، الذي يعدّ النسخة الأولى من نوعها الصادرة عن إحدى الشركات الألمانية خصيصا إلى تونس، في إشاعة مناخ من الاطمئنان في وسائل النقل العام، على إثر أعمال السرقة والعنف وعمليات السطو التي تفشت في الآونة الأخيرة في الحافلات والمترو الخفيف، من قبل عدة شبان منحرفين كان بعضهم قد قام بعمليات مداهمة للمترو واستولوا على أمتعة الركاب وأموالهم بعد تهديدهم بالقتل، الأمر الذي كانت له تداعيات نفسية على مستخدمي هذا النوع من وسائل النقل الذي يعد الأسرع في العاصمة التونسية. وكانت السلطات الأمنية اتخذت إجراءات أمنية وقائية، تمثلت في الاعتماد على رجال أمن بالزي المدني، الذين يمتطون المترو في ذهابه وإيابه، حيث يعمدون إلى التدخل كلما همّ أحد المنحرفين بنشل أحد الركاب أو ممارسة العنف في المترو، وساهمت هذه الإجراءات في التخفيف من نسبة الجرائم التي ترتكب في وسائل النقل العام، لكنها لم تحل دون استمرار أعمال العنف والسرقة هذه، خصوصا في أوقات الذروة التي تشهد ازدحاما شديدا. ويعد المترو الخفيف، من أنجح وسائل النقل العام في تونس، لذلك يشهد كثافة في الإقبال عليه، حتى من قبل بعض الموظفين الذين يمتلكون سيارات خاصة، نظرا لسرعته واختراقه أهم الشوارع والميادين التونسية الرئيسية. يذكر أن الأشهر القليلة المقبلة، ستشهد دخول خطين جديدين للمترو حيز العمل، سيمتدان إلى المنطقة الشعبية (المروج)، التي تضم عدة وحدات جامعية وشركات صناعية ومؤسسات اقتصادية مختلفة، وضاحية (المروج)، التي تتضمن أكبر التجمعات الطلابية في البلاد، من خلال المركب الجامعي الذي يستوعب آلاف الطلبة التونسيين في الاختصاصات الأدبية والعلوم الاجتماعية.