قبل 20 عاماً، في السابع من نوفمبر/ تشرين الثاني ،1987 أفاقت تونس التي كانت تتأرجح بين مؤامرات نهاية عهد الزعيم الحبيب بورقيبة وخطر الإسلاميين على صوت رئيس جديد هو زين العابدين بن علي ثاني رئيس يحكم بعد الاستقلال في 20 مارس/ آذار 1956. وأعلن الرئيس ابن علي في بيانه الشهير الذي ألقاه في ذلك اليوم، وكان موضع ترحيب الجميع في تونس، “لا مجال في عصرنا لرئاسة مدى الحياة ولا لخلافة آلية لا دخل فيها للشعب، فشعبنا جدير بحياة سياسية متطورة ومنظمة، تعتمد بحق تعددية الأحزاب السياسية والتنظيمات الشعبية”. وفي صباح ذلك اليوم الباكر، نحّى ابن علي الذي كان يشغل منصب رئيس الوزراء في عهد الرئيس بورقيبة هذا الأخير مؤسس تونس الحديثة، بعد حكم مطلق استمر 35 عاماً، من السلطة من دون إراقة دماء، بسبب “طول شيخوخته واستفحال مرضه”، بحسب بيان السابع من نوفمبر. ويقول حامد، وهو مهندس متقاعد، “كنت حزينا على بورقيبة، لكني شعرت بالارتياح. فقد كنا على حافة الهاوية، وفي أوج أزمة اجتماعية واقتصادية حادة وبداية ظهور العنف”. ونجح الرئيس ابن علي (71 عاماً) الذي يحكم منذ 20 عاماً في تمكين تونس من استعادة توازنها وعافيتها. وأعلن ابن على ان “احترام حقوق الانسان” هو إحدى “أولوياته” ويشكل “تقليدا يوميا” في بلاده، وذلك في مقابلة مع مجلة “فيغارو ماغازين” في الذكرى العشرين لتوليه الحكم. وفي حين يؤكد معارضوه ان تونس تشهد انتهاكات متكررة لحقوق الانسان، قال ان “حريات الرأي والتعبير والاجتماع وانشاء الجمعيات مضمونة بالكامل في النصوص ومحترمة في الحياة اليومية”. وشدد على ان “العملية الديمقراطية التي بدأت في تونس عام 1987 لا رجوع عنها”، رافضا الانتقادات التي تصف تونس بأنها “دولة بوليسية”.