يقوم وزير الشؤون الخارجية التونسي عبد الوهاب عبد الله بزيارة رسمية إلى بريطانيا في الفترة من 10 إلى 12 ديسمبر 2007 بدعوة من نظيره البريطاني بهدف توسيع افاق التعاون الاقتصادي والتجاري والتربوي بين البلدين. ويرافقه خلال هذه الزيارة إضافة إلى الوفد الرسمي ممثلون عن الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية والبنك المركزي التونسي والرؤساء المديرون العامون لعدد من المؤسسات البنكية فضلا عن مجموعة من رجال الأعمال التونسيين. وعقد عبد الله خلال هذه الزيارة لقاءين مع كل من مارتن بروتن رئيس الكنفدرالية البريطانية للصناعة وبيتر شيشر المدير التنفيذي لمؤسسة ميدل ايست اسوسياشن أكبر المؤسسات البريطانية التي تهتم بالاستثمار والتجارة مع دول الشرق الأوسط تم خلالهما استعراض ما حققته تونس بفضل النهج الإصلاحي الشامل الذي تنتهجه تونس من مكاسب وانجازات رائدة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية. وأبرز الوزير بهذه المناسبة حرص تونس بتوجيه من الرئيس زين العابدين بن علي على مزيد توسيع التعاون مع مختلف شركائها معربا عن الارتياح للتطور الذي شهدته علاقات التعاون مع المملكة المتحدة في مجال الاستثمار والتبادل التجاري والسياحة. كما أشار إلى أن الإمكانيات والقدرات المتوفرة بالبلدين تتيح فرصة مضاعفة حجم التعاون والارتقاء به إلى أرفع المستويات. وأكد الوزير التونسي أن دخول تونس مع الاتحاد الأوروبي منطقة تبادل حر مع مطلع سنة 2008 وارتباطها باتفاقيات تبادل حر مع عدد من دول جنوب المتوسط وخاصة منها اتفاقية اغادير سيتيح فرصة اكبر للمتعاملين الاقتصاديين ورجال الأعمال البريطانيين للاستثمار بتونس. وأضاف أن "ما تنعم به تونس من امن واستقرار فضلا عن التشريعات والحوافز الاستثمارية التي تتوفر فيها ستكون خير حافز للمؤسسات الاستثمارية البريطانية للاستثمار فيها". وخلال لقائه برئيس الكنفدرالية البريطانية للصناعة ابرز عبد الله أهمية تفعيل دور القطاع الخاص في دفع التبادل الاقتصادي بين البلدين. وتم التأكيد علي ضرورة تكثيف الزيارات المتبادلة للفاعلين الاقتصاديين من البلدين وتوثيق التعاون بين الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية والكنفدرالية البريطانية للصناعة وبعث مجلس مشترك للأعمال بما يساعد علي خلق فرص جديدة لتنمية التبادل التجاري وعلاقات الشراكة. وأعرب رئيس الكنفدرالية عن رغبة الأوساط الاقتصادية البريطانية في الاستفادة من مناخ الأعمال المتميز في تونس وروابطها الوثيقة بدول الجوار وبعدد من دول جنوب المتوسط في إطار اتفاقية أغادير مما يجعلها قاعدة للانطلاق نحو الأسواق المجاورة. وخلال اللقاء المنعقد بمقر مؤسسة ميديل ايست اسوسياشن بحضور عدد من رجال الأعمال البريطانيين وكافة أعضاء الوفد التونسي تم تقديم عرض حول المناخ المتميز للاستثمار بتونس والفرص الاستثمارية المتاحة في عدد من القطاعات الواعدة فضلا عن بعض المشاريع الكبرى التي يتضمنها المخطط الحادي عشر للتنمية. من جهته أشاد المدير التنفيذي للمؤسسة بالانجازات والمكاسب التي حققتها تونس في المجال الاقتصادي وبارتفاع نسق نموها وبريادتها للمنطقتين العربية والإفريقية. وأعرب عن تطلعه لدفع التعاون الاستثماري والتجاري مع تونس مؤكدا أن الندوة المزمع عقدها في مايو/ايار 2008 بلندن حول فرص الاستثمار بتونس بالتعاون مع مؤسسته ستساعد علي تجسيد هذا التطلع. كما أعرب عن اعتزام ميديل ايست اسوسياشن إيفاد بعثة تجارية لتونس خلال شهر حزيران 2008 لتعزيز العلاقات التجارية بين البلدين.