شهد القطاع السياحي في تونس تطورا ملحوظا في "2007" جعلها تتجاوز التدهور الذي شهدته في سنوات سابقة، إذ باتت بعد ذاك تحتل موقعاً تنافسياً بارزاً في محيطها الإقليمي والدولي، فالمنتدى الاقتصادي الدولي "دافوس" صنّف في تقريره السنوي السياحة التونسية في المرتبة 34 عالميا، والمرتبة 12 على مستوى التشريعات التي تهم القطاع السياحي، والمرتبة 47 على مستوى التجهيزات السياحية، والمرتبة 37 على مستوى الموارد البشرية والطبيعية الملائمة للسياحة. وزير السياحة التونسي خليل العجيمي وصف النتائج التي تحققت في 2007 بالنتائج القياسية معلناً أن عائدات السياحة قد بلغت 3050 مليون دينار تونسي أي بزيادة تقدر بنسبة 8%. فيما بينت إحصاءات رسمية أن عدد السياح الوافدين إلى تونس بلغ 6.7 ملايين سائح بارتفاع يقدر بنسبة 6.1%. إلا أن الحكومة التونسية كانت واضحة بشأن رغبتها تحقيق نمو يفوق ال 8% خلال 2008 الجاري. وتسعى تونس إلى إعداد دراسة استراتيجية لتنمية السياحة بوتيرة مرتفعة تستهدف أفق 2016 لكنها تبتغي معالجة عدة نقاط في سياق هذه الاستراتيجية ومنها مثلاً معالجة ملف مديونية الوحدات الفندقية التي تواجه بعض الصعوبات، كما معالجة المنتج السياحي عموماً بأبعاده المختلفة إضافة إلى استكشاف أسواق جديدة، والعمل على استقطاب السياحة ذات المردودية العالية بالتعاون مع الشبكات العالمية للترويج. إذ أشار الوزير إلى النقص الذي سجل على مستوى السوق البريطانية مثلاً والتي تراجعت بنسبة 8ر10% والاسبانية التي تراجعت أيضاً بنسبة 2ر9% والألمانية بنسبة 1ر6% والايطالية بنسبة 3ر4% وأوضح أنه تم تخصيص اعتمادات تقدر ب 5 ملايين دينار لإعادة استقطاب السياح في هذه الأسواق السياحية. فيما أعلنت الحكومة التونسية صراحة أنها خصصت اعتمادات تنوف عن 80 مليون دينار لفائدة تطوير تنفيذ برامج عديدة تستهدف الوحدات الفندقية وتعنى هذه البرامج ب 48 وحدة فندقية ذات طاقة إيواء إجمالية ب 520 ألف سرير. وسيكون على تونس التأقلم مع احتياجات السياح المغاربة حيث شكل الليبيون والجزائريون ثلث السياح الأجانب في 2007، فأكبر عدد من السياح جاء من ليبيا "مليون ونصف مليون زائر" في حين بلغ عدد الزوار الجزائريين 950 ألف سائح.