تكثف تونس جهودها لتفعيل العلاقات المغاربية المغاربية والعلاقات المتوسطية الاوروبية . ويقوم رئيس الوزراء الموريتانى الزين ولد زيدان حاليا بزيارة رسمية لتونس ليترأس وفد بلاده في الدورة الخامسة عشرة للجنة العليا المشتركة التونسية الموريتانية للتعاون ويبحث مع المسؤولين التونسيين سبل تعزيز العلاقات الثنائية بالاضافة الى احياء نشاطات اتحاد المغرب العربى . وقد أوفد الرئيس التونسى زين العابدين بن علي مؤخرا رئيس مجلس النواب كمبعوث خاص له الى الرئيس الجزائري . وقد سبق أن كلفه بابلاغ رسالة الى العاهل المغربي بعد أن كلف رئيس مجلس المستشارين بابلاغ رسالة الى الزعيم الليبي ووزير الخارجية بابلاغ رسالة الى الرئيس الموريتاني. تأتي هذه المبادرات التونسية المغاربية في نفس الفترة التي شاركت فيها تونس في اجتماع وزراء خارجية مجموعة 5+5 والاجتماع التشاوري بين دول الاتحاد المغاربي والترويكا الاوروبية ممثلة في وزير شؤون خارجية سلوفينيا الرئيس الحالي للاتحاد الاوروبي وممثل فرنسا الرئيس المقبل للاتحاد والمفوض الاوروبي المكلف بالعلاقات الخارجية وسياسة الجوار وممثل مجلس الاتحاد الاوروبي. وتهدف الجهود الديبلوماسية التونسية بوضوح الى تفعيل العلاقات المغاربية المغاربية والعلاقات المتوسطية الاوروبية في كل المجالات وخاصة اقتصاديا وأمنيا بعد أن تنوعت التحديات التي تواجه المنطقة ومنها بالخصوص تحديات البطالة وارتفاع أسعار المواد الغذائية والمحروقات . وقد حرصت تونس منذ أكثر من عقدين من الزمن على تفعيل علاقاتها الاقتصادية والامنية والسياسية البينية مع الدول المغاربية وعلى تنويع مبادلاتها مع شركائها التقليديين جنوبي المتوسط. وذكرت مصادر اعلامية تونسية انه رغم تعثر مسيرة الاتحاد المغاربي ومسار برشلونة الاوروبي المتوسطي ثم سياسة الجوار فقد نوعت تونس مبادراتها لتطوير العلاقات الاقتصادية الثنائية مع جيرانها المغاربيين والاوروبيين ، وهو خيار أثبت نجاعته إذ أصبحت تونس تستقطب سنويا ملايين السياح الليبيين والجزائريين وعشرات الالاف من السياح والطلبة المغاربة والموريتانيين والعرب. كما تطورت قيمة المبادلات التجارية البينية بين تونس وعدد من الدول المغاربية لتحوم حول مبالغ قريبة من قيمة الصادرات والواردات مع فرنسا الشريك الاقتصادي الرسمي الاول لتونس منذ عقود. ولكن لا يخفى ان الخطوات التي قطعت لا تزال في حاجة الى دعم أكبر من قبل الدول الشقيقة والصديقة خاصة بعد أن ارتفعت كلفة واردات تونس في مجالي المواد الغذائية (وعلى رأسها الحبوب) والمحروقات بعد التهاب أسعار تلك المواد في السوق العالمية. واشارت المصادر الى ان التضامن المغاربي والعربي والاقليمي يفترض بيع النفط والغاز وبقية المواد بين الدول المغاربية باسعار تفضيلية لتساهم مع بعضها في انجاح مخططات التنمية الاجتماعية والاقتصادية في الدول الخمس والقضاء على البطالة والفقر والتهميش وكل الاسباب التي تؤدي الى انتشار مشاعر الياس والاحباط وتتسبب في تزايد مخاطر عصابات الجريمة والانحراف من جهة والعنف والتطرف والارهاب من جهة ثانية. واوضحت المصادر ان تحديات اقتصادية واجتماعية كثيرة ستواجهها في الاعوام القادمة دول المنطقة الاوروبية المتوسطية عموما والمغاربية الاوروبية خاصة وعلى رأسها البطالة والفقر واختلال التوازن بين مستوى الدخل والعيش في ضفتي البحر الابيض المتوسط ولابد للترويكا الاوروبية ومفوضية الاتحاد الاوروبي أن تتحرك بسرعة مع دول جنوب المتوسط من اجل تدارك المخاطر واصلاح ما يمكن اصلاحه عبر سياسة تضامن اقتصادية شاملة يستفيد منها الجميع أمنيا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا.