أوفد رئيس الدولة زين العابدين بن علي رئيس مجلس النواب مبعوثا خاصا الى الرئيس الجزائري وقد سبق أن كلفه بابلاغ رسالة الى العاهل المغربي.. بعد أن كلف رئيس مجلس المستشارين بابلاغ رسالة الى القائد الليبي ووزير الخارجية بابلاغ رسالة الى الرئيس الموريتاني. تأتي هذه المبادرات التونسية المغاربية في نفس الفترة التي شاركت فيها تونس عبر وفد ترأسه وزير الخارجية بالرباط مقر الامانة العامة للاتحاد المغاربي في اجتماع وزراء خارجية مجموعة 5+5 والاجتماع التشاوري بين دول الاتحاد المغاربي والترويكا الاوروبية ممثلة في وزير شؤون خارجية سلوفينيا الرئيس الحالي للاتحاد الاوروبي وممثل فرنسا الرئيس المقبل للاتحاد والمفوض الاوروبي المكلف بالعلاقات الخارجية وسياسة الجوار وممثل مجلس الاتحاد الاوروبي. الجهود الديبلوماسية التونسية تهدف بوضوح الى تفعيل العلاقات المغاربية المغاربية والعلاقات المتوسطية الاوروبية في كل المجالات وخاصة اقتصاديا وأمنيا.. بعد أن تنوعت التحديات التي تواجه المنطقة ومنها بالخصوص تحديات البطالة وارتفاع أسعار المواد الغذائية والمحروقات مقابل انخفاض كبير لاسعار كثير من مواد الاستهلاك المصنعة في المنطقة تحت تاثير العولمة والمنافسة غير المتكافئة من قبل المصانع الاسيوية لنظيرتها في شمال افريقيا وبلدان أوروبا الغربية الشريك الزبون التقليدي لبلدان جنوب المتوسط.. إن تونس حرصت منذ أكثر من عقدين من الزمن على تفعيل علاقاتها الاقتصادية والامنية والسياسية البينية مع الدول المغاربية وعلى تنويع مبادلاتها مع شركائها التقليديين جنوبي المتوسط.. ورغم تعثر مسيرة الاتحاد المغاربي ومسار برشلونة الاوروبي المتوسطي ثم سياسة الجوار..فقد نوعت تونس مبادراتها لتطوير العلاقات الاقتصادية الثنائية مع جيرانها المغاربيين والاوروبيين.. وهو خيار أثبت نجاعته إذ أصبحت تونس تستقطب سنويا ملايين السياح الليبيين والجزائريين وعشرات الالاف من السياح والطلبة المغاربة والموريتانيين والعرب.. كما تطورت قيمة المبادلات التجارية البينية بين تونس وعدد من الدول المغاربية لتحوم حول مبالغ قريبة من قيمة الصادرات والواردات مع فرنسا الشريك الاقتصادي الرسمي الاول لتونس منذ عقود. لكن لا يخفى ان الخطوات التي قطعت لا تزال في حاجة الى دعم أكبر من قبل العواصم الشقيقة والصديقة.. خاصة بعد أن ارتفعت كلفة واردات تونس في مجالي المواد الغذائية (وعلى راسها الحبوب) والمحروقات.. بعد التهاب أسعار تلك المواد في السوق العالمية.. وتعدد مؤشرات استمرار ظاهرة الارتفاع خلال الاشهر القادمة.. إن التضامن المغاربي والعربي والاقليمي يفترض بيع النفط والغاز وبقية المواد بين الدول المغاربية باسعار تفضيلية.. لتساهم مع بعضها في انجاح مخططات التنمية الاجتماعية والاقتصادية في الدول الخمس.. والقضاء على البطالة والفقر والتهميش وكل الاسباب التي تؤدي الى انتشار مشاعر الياس والاحباط.. وتتسبب في تزايد مخاطر عصابات الجريمة والانحراف من جهة والعنف والتطرف والارهاب من جهة ثانية.. ان تحديات اقتصادية واجتماعية كثيرة ستواجهها في الاعوام القادمة دول المنطقة الاوروبية المتوسطية عموما والمغاربية الاوروبية خاصة وعلى راسها البطالة والفقر واختلال التوازن بين مستوى الدخل والعيش في ضفتي البحر الابيض المتوسط ولابد للترويكا الاوروبية ومفوضية الاتحاد الاوروبي أن تتحرك بسرعة مع دول جنوب المتوسط من اجل تدارك المخاطر.. واصلاح ما يمكن اصلاحه.. عبر سياسة تضامن اقتصادية شاملة.. يستفيد منها الجميع أمنيا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا.