تتواصل لليوم العاشر حملة انتخابات المجلس التأسيسي في كامل ولايات الجمهوريّة و التي سجلت ترشح 1428 قائمة منها 787 قائمة حزبية و 587 قائمة مستقلة و 54 قائمة ائتلافية، إلّا أنّ خروقات عديدة قد سُجّلت في هذا السّياق. فدائرة تونس2 من الدّوائر الانتخابيّة السّاخنة جدّا في انتخابات المجلس التّأسيسيّ، باعتبارها تضمّ عددا هامّا من كبار السّياسيين في تونس. فالمنافسة تشتدّ يوما بعد آخر خلال الحملة الانتخابيّة بين مرشّحي مختلف الأحزاب و خاصّة منها الأحزاب الّتي لها امتداد قويّ في أوساط مختلفة من المجتمع التّونسيّ، و عدد من مرشحي التآلفات الحزبيّة و المستقلّين. و من أبرز المتنافسين في دائرة تونس2، عبد الفتّاح مورو عن التآلف الدّيمقراطي المستقلّ، و أحمد نجيب الشّابي عن الحزب الديمقراطي التّقدّمي و خليل الزّاوية عن حزب التّكتّل الدّيمقراطي من أجل العمل و الحريّات و سعاد عبد الرّحيم عن حركة النّهضة و راضية النّصراوي عن حزب العمّال الشّيوعيّ التّونسيّ… وقد ميّز الحملة الانتخابيّة الفتور والتفاوت الواضح في جدّيّة المترشّحين رغم أنّه لا يفصلنا عن الانتخابات سوى 13 يوما. إضافة إلى أنّ سير الحملة لم يخل من خروقات و اعتراضات عبّر عنها عدد من المترشّحين لانتخابات التّاسيسيّ. و حسب صحيفة “المغرب” فقد أفاد عبد الفتّاح مورو أنّ أنصاره شاهدوا سيّارة تحمل لوحة منجميّة أجنبيّة يمتطيها مجموعة من الشّباب يعمدون إلى تمزيق معلّقات قائمة عباد الفتّاح مورو و قائمات أخرى بمنطقة رادس و المنزه يومي الأحد و الاثنين و قد قامت القائمة بتبليغ الأمر إلى الهيئة الفرعيّة بدائرة تونس 2 و سلموها رقم السّيّارة. أمّا راضية النّصراوي رئيسة قائمة البديل الثّوريّ لحزب العمّال الشّيوعيّ التّونسيّ عن أسفها من تعمّد صهر عبد الفتّاح مورو بالمرسى تعليق صور مورو على الواجهة البلّورية للمقهى و هو أمر مخالف للقانون كما تقول راضية النصراوي لصحيفة المغرب. أمّا خليل الزّاوية رئيس قائمة حزب التّكتّل الديمقراطي من أجل العمل و الحريّات فقد أكّد في أحدتصريحاته أنّ الهيئة الفرعية قد منعت حزبه من تنظيم اجتماع عامّ يوم الأحد الماضي بحي الخضراء بتونس العاصمة مشترطة الإعلام قبل عقده بثلاثة أيّام على الرغم من أنّ المرسوم المنظم للعملية الانتخابية حدد شرط الإعلام بيوم واحد، و أكّد أنّ المرسوم هو أعلى من القرار الذي أصدرته الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في سبتمبر الماضي. أمّا منطقة بوحجلة بالقيروان فقد شهدت أوسع عمليّة تمزيق ضدّ جميع القائمات دون استثناء و كتابة عبارات “أنت تعلّق و أنا نقطّع” و هو ما جعل عمليّة تعليق القائمات تشهد بطءًا شديدا في الفضاءات المخصّصة لها. و حسب أحد المترشّحين فإنّ مرتكبي هذه الأعمال مجهولون رافضا اتّهام أيّ طرف مؤكّدا أنّها عمليّات يائسة. بل أنّ الكتابات المرسومة تشير إلى ما هو أخطر من ذلك من خلال وجود عبارات تشير إلى أنّ “الدّيمقراطيّة كفر”. و أكّد أنّ الجيش الوطني بصدد مطاردة مجموعة من المجهولين من أجل التّحقّق في مدى تورّطهم في هذه الأعمال.