أكّد المرصد الوطني للدواء أن السّوق التونسية تشهد اضطرابا في التزّود بعدد من الأدوية محليّة الصّنع وعدم توفر 6 أصناف من الأدوية الأصليّة المستوردة. كما أنّ المخزون الدّوائي عادي ولا يبعث على القلق، مشّددا على أهميّة ترشيد استهلاك الأدوية والتصدّي لعمليّات التّهريب. جاء ذلك في ندوة صحفيّة عقدها المرصد الوطني للدواء الأربعاء، 08 فيفري 2012. وأكّد كمال إيدير، المنسّق العام للمرصد، أنّ هذا الاضطراب في التزّود بالأدوية، يخصّ بالأساس أصنافا من الأدوية لمعالجة الأمراض الموسميّة مثل الزّكام والسّعال، يعود إلى ارتفاع الطّلب على هذه الأدوية الجنيسة وتفاقم ظاهرة تهريبها خارج البلاد خاصة في اتجاه كل من ليبيا والجزائر. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ الإضرابات العماليّة المسجّلة في عدد المخابر والتي تسبّبت في غلق ظرفي لعدد من وحدات التّصنيع ممّا انجر عنه فقدان بعض الأدوية، إضافة إلى الاحتكار الذي أقدم عليه عدد من المزّودين في أصناف معينة من الأدوية. وقال إيدير إنّه “تمّ سحب رخصة التّرويج وتوقيف الاستيراد، منذ شهر جويلية الماضي ل 91 دواء أصليّا، وتعويض هذه الأدويّة بأدوية جنيسة تونسية الصّنع، كلفتها أقلّ بنحو 30 بالمائة من سعر الأدوية الأصليّة، علما وأن كلفة التّعويض عن هذه الأدوية تقدّر سنويا ب 10 ملايين دينار. كما أسهم إضراب العاملين بمخبر “أدوية” بالمرسى في اختلال تزويد السّوق بمنتجاته خاصّة وأنّه حاصل على 145 رخصة ترويج، كذلك بالنسبة لمخبر “أوباليا” الذي يمتلك 154 رخصة ترويج والذي شهد إضرابا دام ثلاثة أيام. ويعود النّقص المسجّل للأدوية الأصلية بالأساس إلى الصعوبات والاضطرابات على مستوى التصنيع التي تشهدها بعض المخابر الأجنبية. ويتعلق الأمر ب 14 نوعا من الأدوية، علما وانه تم إيجاد بدائل لهذه المخابر. وتشكو سوق الدّواء مؤخرا من عدم توفر 6 أصناف من الأدوية الأصلية من بين 2033 دواء تستورده الصيدلية المركزية. وهذه الأدوية هي مضاد الالتهابات “ديكلوريوم” وكريم التخدير”آملا” والمضاد الحيوي للعين “فوسيتالميك” ودواء التصلّب اللوحوي “فوسوفانس”، وكذلك مخفّض الحرارة ومسكن الآلام ومضاد الالتهابات “آسبيجيك” ودواء الصّرع “تاغريتول”. ويشار إلى أنّ مختلف هذه الأدويّة الأصليّة المفقودة في السّوق المحليّة لها أدوية جنيسة محليّة الصّنع. كما أنّ الأدوية المخصّصة للأمراض المزمنة لم يطرأ عليها أي اضطرابات.