كشفت وزارة الشّؤون الخارجية التونسية في رد مكتوب أمس الأربعاء، 17 جانفي 2018، على مراسلة النّائبة عن الكتل الحرّة لمشروع تونس “خولة بن عائشة” حول موضوع “الأطفال التّونسيين المعتقلين في السّجون اللّيبية، عن شروط السّلطات اللّيبية للسماح بترحيل أطفال عناصر تابعة لتنظيم داعش الإرهابي من سجن معيتيقة ودار الرّعاية بمصراتة، و الذين تتراوح أعمارهم بين 3 أشهر إلى 13 سنة، معلنة في ذات السّياق عن إيفاد فريق من المختصّين قريبًا لتحديد هويات الأطفال. و أوضحت الوزارة في ردٍّها المكتوب أنّ هؤلاء الأطفال هم أبناء لتونسيين متورطين في أعمال إرهابية قضوا في الغارة الأمريكية على معسكر بمدينة صبراتة في 2016 أو خلال عمليات “البنيان المرصوص” ضدّ عناصر تنظيم داعش الإرهابي بمدينة سرت أواخر 2016 . و بحسب إحصائيات غير ثابتة، يوجد بسجن معيتيقية في طرابلس ما لا يقل عن 22 طفلاً تتراوح أعمارهم ما بين 3 أشهر و 11 شهرًا، كما يوجد أطفال آخرون بدار الرّعاية للهلال الأحمر اللّيبي بمصراتة تتراوح أعمارهم ما بين سنة واحدة و 13 سنة و يوجد 7 أطفال بدار الرّعاية بمصراتة. و كشفت الخارجية التّونسية في ردها عن رفض السّلطات اللّيبية تسليم الأطفال عبر منظّمة الصّليب الأحمر الدّولي، و أعربت عن تسليمهم مباشرة إلى السّلطات التونسية. و عادت المذكرة إلى تعداد جهودها في سبيل استرجاعهم بعدما إلتقى وزير الخارجية خميس الجهيناوي، رئيس المجلس الرّئاسي فايز السّراج في 31 جانفي 2017 و بعد اتفاق بزيارة وفد تونسي للمعتقلين، جرى ترتيب أول زيارة في شهر أفريل 2017 حيث إلتقى النّائب العام بوزارة العدل اللّيبية و وضعت خلالها خطّة عمل لترحيلهم. و أضافت الخارجية التّونسية أنّه جرى الاتفاق على مسألة ترحيل الأطفال التّونسيين في إطار قضائي بين البلدين و عبر القنوات الرّسمية الدّبلوماسية دون سواها، و على تكوين فريق عمل مشترك تونسي – ليبي للتثبت من هويات الأطفال واستكمال كلّ الإجراءات الإدارية والقانونية ومن ضمنها الشّروع في عملية التّثبت من هويات الإرهابيين المتوفين و الموقوفين التّونسيين لتسهيل إعادتهم إلى تونس. وأشارت الوزارة إلى زيارة أخرى للوفد جرت في 3 أكتوبر 2017 بغرض مواصلة التفاوض مع النّيابة العامة في ليبيا حول الشّروع أولًا في ترحيل الأطفال يتيمي الأبوين بطرابلس و مصراتة، ثم دراسة إمكانية زيارة مركز رعاية للهلال الأحمر اللّيبي بمصراتة حين تسمح الظّروف الأمنية، لافتة إلى تسليم السلطات الليبية الطفل تميم الجندوبي يوم 10 أكتوبر ذو الثلاث سنوات إلى جده، ومن المنتظر استكمال العملية بترحيل فوج آخر من الأطفال التونسيين. و وعدت الخارجية بمواصلة جهودها اللازمة بالتنسيق مع الجهات التونسية المختصة و بالتعاون مع السّلطات اللّيبية لاستيفاء جميع الإجراءات القانونية والإدارية المطلوبة من أجل ترحيلهم. و أعلنت الدّبلوماسية التّونسية عن إيفاد فريق من المختصين قريبًا لتحديد هويات الأطفال وحصول القضاء اللّيبي على موافقة أمهاتهم أولًا قبل ترحيلهم إلى تونس. وكانت النّائبة بمجلس الشّعب التّونسي، خولة بن عائشة، طالبت وزير الخارجية خميس الجهيناوي نهاية 2017 بالرّد على أسباب ترك الأطفال التونسيين الموجودين بسجون معيتيقة ومصراتة يجابهون مصيرًا مجهولًا، ودعت الوزارة والحكومة بالتحرك العاجل لعودة الأطفال، وتوفير السند المادي والمعنوي لهم ولعائلاتهم بتونس، محملة إياهما مسؤولية ما قد يطال هؤلاء الأطفال من سوء.