يكرّم مهرجان السينما المتوسطية بتونس “منارات” في دورته التأسيسية، السينما الفلسطينية، وذلك من خلال عرض باقة من الأفلام التي لاقت صدى واسعا لدى الفاعلين السينمائيين وحصدت جوائز في المحافل السينمائية العالمية. وهذه الأشرطة التي انتقتها الهيئة المديرة لمهرجان “منارات” هي “عرس الجليل” لميشيل خليفي و”عيد ميلاد ليلى” لرشيد مشهراوي و”3000 ليلة” لمي نصري و”الزمن الباقي” لإيليا سليمان و”صداع” لرائد آندوني، إلى جانب فيلم “الجنة الآن” لهاني أبو أسعد، الذي تمّ عرضه مساء أمس الأربعاء بالمكتبة السينمائية بمدينة الثقافة. حصد فيلم “الجنة” الآن الذي تم إنتاجه سنة 2005، مجموعة من الجوائز هي جائزة مهرجان برلين للسينما العالمية، وجائزة الفيلم الأوروبي وجائزة العجل الذهبي بهولندا وكذلك جائزة الغولدن غلوب وجائزة مهرجان دوربان للسينما العالمية في جنوب أفريقيا. ويروي الفيلم قصّة صديقين فلسطينين منذ الطفولة هما سعيد وخالد يقطنان بمدينة نابلس في الضفة الغربية، تختارهما المقاومة الفلسطينية لتنفيذ تفجير في تل أبيب، ردّا على الهجمات التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي. وعندما لا تسير الخطة على ما يرام يضطر الصديقان لاتخاذ قرار مرة أخرى بما اذا كانا يرغبان حقا في المضي قدما في تنفيذ العملية. وينتهي بهما الحال الى اتخاذ قرارات مختلفة تماما وغير متوقعة. وحاول المخرج هاني أبو أسعد من خلال “الجنة الآن” إبراز أن منفذي الهجمات الانتحارية ضدّ جنود الاحتلال الإسرائيلي يتطّوعون للقيام بهذه العمليات لا من منطلق “جهادي” ديني، وإنما بسبب حالات الاختناق والتضييقات التي يمارسها الاحتلال. وللتذكير فإنّ 52 فيلما من 12 دولة مختلفة، سيتم عرضهم في الدورة الأولى للمولود السينمائي التونسي الجديد، والذي يحمل اسم "منارات"، والذّي سيمكّن الجمهور التونسي من التّعرّف على خصائص سينما البحر الأبيض المتوسّط، وهو من تنظيم المركز الوطني للسينما والصورة التونسي بالشراكة مع كلّ من المعهد الفرنسي بتونس والمركز الوطني للسينما والصورة المتحرّكة الفرنسي.