رفض ربّان الجرّار البحري ساروس 05 وطاقمه قبول معدّات الإيواء ل 40 مهاجرا غير نظامي يقيمون على متن جراره منذ ما يزيد عن الأسبوع. وقال ربان الجرار علي الحاجي في تصريحه لمراسلتنا بمدنين انّ رفض أيّة مساعدات للمهاجرين يأتي على خلفية طول مدة بقائهم على متن الجرار وسط غياب التأمين لهم ولطاقمه في عرض البحر مشيرا الى أن بقاءهم على سطح الجرار يشكّل خطرا على حياتهم لعدم توفّر مكان لإيوائهم فضلا عن غياب المتابعة الصحية اللازمة وهو ما يخلق بعض التخوّفات من انتقال مرض معيّن له ولطاقمه. وأضاف الحاجي انه سبق وان رفض حتى الإمدادات الغذائية التي يقدمها الهلال الأحمر بمدنين واظطر مكرها الى قبولها اليوم الى جانب قبول المراقبة الصحية للمهاجرين من طرف فريق طبي خاصة الهلال الأحمر بمدنين سبق وان عاين بعض الحالات الصحية التي تحتاج إلى نقلها الى المستشفى لمهاجرتين حوامل ومهاجر في حاجة إلى تدخّل جراحي. وأكد الحاجي أن بقاء الأفارقة على متن جراره عطّل مصالح الطاقم المتكون من 14 شخصا “حتى أن عددا منهم لم يستطيعوا العودة إلى مدنهم لعدم السماح للمركب بالدخول إلى الميناء التجاري بجرجيس” إضافة إلى الخسائر المالية التي تكبدها الطاقم لبقاء جرارهم في وضعية خارج العمل. واحدث بقاء المهاجرين في عرض البحر جدلا اعلاميا واسعا وتحول الى قضية رأي عام وطنيا وحتى دوليا حيث تساءل عديدون عن سبب الابقاء عليهم في عرض البحر رغم وجود الحالات الصحية التي تستوجب التدخل وهي تساؤلات بررتها السلط التونسية بان الجهة المعنية بايوائهم هي مالطا وليس تونس حفاظا على سيادة الدولة التونسية أمام تخلي السلط المالطية عن واجبها بإعتبار أن المتضررين كانوا في منطقة البحث والإنقاذ البحري الخاصة بها وتملّصت من المسؤولية بعد أن أوهمت الجرار البحري بقدومها لأخذهم حال إنقاذهم وفق ما أكده الحاجي لمراسلتنا. وحسب المعطيات الواردة على مراسلتنا فان وضعية المهاجرين القانونية بالنسبة لوزارتي الدفاع والداخلية تعتبر معقدة باعتبارهم اجتازوا الحدود التونسية خلسة وهو ما يخلق إشكالا آخرا في التعامل معهم. يذكر ان الجرار البحري التونسي كان قد أنقذ أربعين مهاجرا غير نظامي كانوا على متن قارب مطاطي بالمياه المالطية عليه 40 مهاجرا غير نظاميا منهم 8 نساء إثنان منهما حوامل في الشهرين الخامس والثاني جميعهم من جنسيات مختلفة وفق تصريحهم وهي الكاميرون، بنغلاداش، غينيا، مصر، كوت ديفوار، صومال، سينغال، نيجيريا وسيراليون.