على هامش اليوم العالمي دون تدخين، انتظمت عديد الحملات التحسيسية في مختلف دول العالم. واذا كان استهلاك السجائر انخفض بشكل ملحوظ في دول الشمال، فان العكس حصل في دول الجنوب حيث لم تشف اللصقات ولا العلكة المتوفرة على النيكوتين غليل مدخني هذه الدول باعتبار ان الاساس في عملية التدخين هو الحركة التي يقوم بها المدخن. لذلك يمكن اعتبار الحلّ في السيجارة الالكترونية. و في الوقت الذي تمثل فيه السيجارة العادية خطرا محدقا على صحة المدخنين فإن السيجارة الالكترونية تتميز بغياب الاخطار. ويعتبر بخار السيجارة الالكترونية غير ضار وغير مسرطن. ففي الوقت الذي تم فيه احصاء 60 تركيبة مسرطنة في بخار السيجارة العادية، فان السيجارة الالكترونية لا تطلق مواد محترقة على غرار ثاني اكسيد الكربون ودخانها يحتفي من الهواء في ظرف 10 ثواني فقط. ومن المعلوم ان ثاني اكسيد الكربون والجزئيات الرقيقة تعتبر من أولى مسببات تسمم القلب والشرايين وان الجزئيات الصلبة الموجودة في الدخان المنفوث تلعب دورا كبيرا في حصول صعوبات التنفس. لكن خراطيش السيجارة الالكترونية تحتوي على النيكوتين وعلى بروبيلان غليكول المعترف بأنه قليل السموم وغير مسرطن وكذلك على منكهات ومضافات اخرى مثل الكحول او الماء. ومع السيجارة الالكترونية، كل بخار او دخان متكون يتم امتصاصه. وكل 15 عملية امتصاص للسيجارة الالكترونية تماثل تدخين سيجارة عادية. وبالنسبة للدكتور فارس ميلي فانه:" ونظرا للمدة القصيرة التي ظهرت فيها السيجارة الالكترونية/ فان الراسات حول تأثيرات استعمالها لا تتعلق سوى بالمدى القصير والمتوسط". السيجارة الالكترونية، الحلّ الامثل تتسبب السيجارة العادية في ارتفاع واضح للنيكوتين في بلازمات الدم وتركزّ ثاني اكسيد الكربون وتزايد نبضات القلب خلال ال5 دقائق التي تلي عملية تدخين السيجارة عكس استهلاك السيجارة الالكترونية التي لا تظهر أي من هذه العلامات. ومن المعلوم ان عديد المواد المسرطنة توجد اليوم في السيجارة العادية وهي المتسببة في الاصابة بالسرطان نتيجة التدخين. وأمام تأكد انعدام او ضعف وجود هذه المواد في السيجارة الالكترونية، ينتظر انخفاضا كبيرا في هذه الاخطار لدى فئة المدخنين الذين تحولوا نحو السيجارة الالكترونية. وفي هذا الاطار أوضح الدكتور ميلي:" الى حد اليوم لم يتم اكتشاف أي اعراض سلبية وخطيرة سوى على مستوى الجهاز التنفسي او القلب والشرايين. والمشكل يبقى على الامد الطويل الذي لا يمكن التكهن بنتائجه في الوقت الراهن. ولكن واعتبارا الى أنها لا تحتوي على عناصر مسرطنة، فلا يمكن انتظار ظهور هذه الأمراض نتيجة استعمال السيجارة الالكترونية. ومهما حصل، وحتى اذا كانت هناك بعض الشكوك، فان ذلك لن يكون بمثل خطورة تأكد حصول وفاة مدخنّ على اثنين بسبب السيجارة العادية." ويبقى غياب ثاني اكسيد الكربون في بخار السيجارة الالكترونية ونسبته العادية في الهواء المنفوث دليلا على ان السيجارة الالكترونية لا تصيب جهاز التنفس مثلما تقوم به السيجارة العادية وبالتالي فان تأثيراتها على القلب والشرايين تبقى ضعيفة. السيجارة الالكترونية وسيلة صلبة للانقطاع عن التدخين رقم واحد يكفي لإثبات ان السيجارة الالكترونية وسيلة ثابتة تمكنّ من تجاوز عدم القدرة على الانقطاع عن التدخين. فأغلب الدراسات اشارت الى أن 31 % من مستعملي السيجارة الالكترونية اكدوا أنهم أصبحوا قنوعين بالسيجارة بعد 6 اشهر فقط من استعمالها و68.8 % اعلنوا عن التخفيض من استهلاكهم و48.8 % توقفوا نهائيا عن التدخين لمدة معينة. وقد تقبّل المدخنين بشكل ايجابي السيجارة الالكترونية واعتبروها وسيلة مساعدة جدا للقطع مع عبودية التدخين مع الحفاظ على نفس الحركات التي تعود عليها المدخن وهو ما يريحه نفسانيا وصحيا. وقد نجح اكثر من نصف المدخنين الذين جربوا السيجارة الالكترونية الى التخفيض للنصف او اكثر من استهلاكهم للتبغ، في حين لم يتوصل الى مثل هذه النتيجة سوى 41 % من مستعملي اللصقات المساعدة على التوقف عن التدخين.