يبدو أنّ رائحة الموت قد رامت سماء الشعانبي حتى أضحت تأبى الإنقشاع عنها.. رائحة يزداد انبعاثها يوما بعد يوم بالتزامن، مع مواعيد كبرى الأحداث الوطنية.. تؤكد كل المؤشرات أن ما تشهده بعض ربوع تونس من عمليات إرهابية ليس سوى معركة كسر عظام تدور رحاها بين أرباب المصالح والنفوذ سواء في الداخل أو الخارج لا سيما أن جل هذه العمليات تتعلق بشكل مباشر او غير مباشر بمناسبات سياسية .. استهداف حماة الوطن، الذين ينحدر جلّهم من المناطق الداخلية المفقرة، هي عملية اغتيال ممنهج ليس لجنود أبرياء وهبوا حياتهم لحماية امن البلاد والذود عنها فحسب وإنما هي ببساطة محاولة للإجهاز على أحلام التونسيين في الإستقرار و التنمية لان هؤلاء السفاحين الذين تخفوا تحت جنح الظلام قد طُبعت قلوبهم على الغدر و الجبن فكانوا خفافيش ظلام تخشى المواجهة.. أن مراهنة شرذمة من الإنتهازيين على الإرهاب كوسيلة لنيل مبتغاهم وتحقيق مصالحهم الذاتية الضيقة قد يعصف بإستقرار البلاد وقد يرمي بها في أتون حرب مدمرة لا تبقي ولاتذر فحذار يا زارع الشوك أنك لن تجني إلا الجراح … حذار من أن ينقلب السحر على الساحر فكم من مرة كان مروض الأفاعي أول ضحايا سمّها القاتل.. وأما بالنسبة لساستنا الموقرين الذين كثيرا ما أظهروا تبرما من استفحال داء الإرهاب فإن طريق الخلاص بيّنة إن كنتم من المصلحين رغم أن استعمال القاذفات الصاروخية من نوع أر بي جي في منطقة عسكرية مغلقة مدججة بالعسكر تنسف هذه الفرضية من جذورها..