قال نوفل سعيد شقيق رئيس الجمهورية قيس سعيد " أصعب ما في الانتقالات الديمقراطية هو تداول النخب الحاكمة على إدارة الشأن العام بشكل سلس و انسيابي… فالنخب القديمة صلب الدولة أو صلب الأحزاب تجذب دائما الى الخلف وترى في المستقبل تهديدا لمصالحها و مواقعها… فلا هي تقبل الابتعاد عن الحكم بسهولة و يسرو لا هي ترضى ببديل عن الأوضاع المتردية القائمة التي أنتجتها". وأضاف "انظر مثلا بالأمس كان هروب بن علي تحت وطأة ضغط الشارع و الشعب الغاضب… واليوم العديد من الأحزاب تشكو بدورها من صعوبة التداول في نخبها المسيرة على مستوى إداراتها المركزية… الى درجة أن يكون ثمن استحالة اجراء التداول السلمي و السلس صلبها امّا الانشقاقات أو الانسلاخات أو الاثنين معا." وتابع "ومن مظاهر صعوبة هذا التداول أيضا أنّه لا يتمّ بصورة خطية و متناسقة…أنظر مثلا إلى صعود الرئيس قيس سعيّد …فقد كان بمعنى ما ايذانا و مؤشرا على ميلاد هذه النخبة القيادية الجديدة في مكان ما من الدولة و هو رئاسة الجمهورية….و لكن في مكان آخر من نفس الدولة كالحكومة مثلا…فانّ ولادة النخبة القيادية صلبها كانت متعثرة و عسيرة و حتى مشوهة بما يعنيه التشوه من عدم انسجام لاحظه الجميع بين رأسي السلطة التنفيذية وبين راسي السلطة التنفيذية و السلطة التشريعية ( التهديد بسحب الثقة من حكومة الفخفاخ ثمّ استقالتها كمثال على ذلك) …" وأضاف "في نفس هذا السياق من المؤمل أن يكون تفعيل الفصل 80 من الدستور المدخل الأمثل لتسهيل ولادة هذه النخبة القيادية الجديدة المنسجمة التي طال انتظارها…علما بأنّه حتى في هذه الحالة فان النخبة القديمة المتهاوية و على الرغم من الخراب الذي تسببت فيه…فستعمل بكلّ ما أوتيت من قوة لتعطيل هذه الولادة و رمي الأشواك في طريقها تحت تعلات و عناوين مختلفة … ولكن في النهاية لا شيء يعلو فوق إرادة الشعب…فوق ارادة الحياة …فوق استجابة القدر…"