طالب رئيس الجمعية التونسية لقرى "أس و أس"، محمد مقديش، اليوم الاثنين، إلى المصادقة على كراس شروط "الرعاية اللامؤسساتية للأطفال المهددين و دون سند عائلي" التي وقع اعدادها منذ سنة 2017 و التي تنص على إيداع الأطفال في عائلات استقبال و هو تمش قانوني عملت به الدّولة في السّابق و توقف منذ 20 سنة حسب قوله. و أضاف محمد مقديش، أنّه بالنّظر للعدد المتزايد للأطفال دون سند عائلي الذّين تقوم الجمعية بالإحاطة بهم و أمام صعوبة الظّرفية المادية و الاقتصادية و العجز المالي الذّي تعاني منه القرى فإنّ القائمين على الجمعية يدعون إلى تعزيز أشكال التّعهد بالأطفال خارج إطار المؤسّسات في إشارة إلى عائلات الاستقبال. و لفت مقديش على هامش موكب تكريم التّلاميذ و الطّلبة النّاجحين و المتميّزين من أبناء القرى بحضور وزيرة الأسرة و المرأة و الطّفولة و كبار السّن، آمال بلحاج موسى، إلى أنّ كُرّاس الشّروط تمّ اعداده من قبل عدد من الهياكل المعنيّة على غرار وزارتي المرأة و الشّؤون الاجتماعية و اليونيسيف و الجمعية التّونسية لقرى "اس و اس" و كانت وزارة الشّؤون الاجتماعية قد أقرّت بسلامة و وجاهة التّوجهات التي تضمّنها الكراس. و أرجع مقديش تعطّل المصادقة على الكراس إلى الأزمات السياسية التي مرت بها البلاد و تعاقب الحكومات الأمر الذي عطل المصادقة عليها رغم سلامتها القانونية حسب تقديره و اعتبر أنّه بات من الضّروري البحث عن حلول بديلة أمام صعوبة الوضع المالي للقرى (قمرت و سليانة و محرس و أكودة) و الارتفاع المتزايد لعدد الأطفال المكفولين بها (حوالي 2500) ، لافتا الى أنّ سنة 2022 كانت الأصعب من النّاحية المالية. و أضاف في هذا الصّدد أنّه تمّ تسجيل أزمة مالية خانقة حيث تفاقم العجز المالي للجمعية منذ سنة 2020 بعد قرار الحاق جزء من ميزانية الجمعية على كاهل الدولة حوالي 13 بالمائة سنويا (تساهم فيها ب13 بالمائة وزارة المرأة) بعد أن كان الدعم المالي مكفول طيلة 40 سنة على كاهل الجامعة الدولية لقرى أطفال "أس و أس. و طالب بتكفل الدولة بنفقات الأجور البالغة 7 مليون دينار سنويا و الابقاء على نفقات الصحة و التعليم و الإعاشة على كاهل الجمعية التي توفر جزءا من ميزانيتها بفضل التبرعات و مساهمات أهل البر و الاحسان من مؤسّسات مالية ورجال اعمال و مواطنين من جهتها أفادت وزيرة الأسرة والمرأة والطّفولة وكبار السن، آمال بلحاج موسى، بالمناسبة أنّ الوزارة تساهم بنحو مليون و 300 ألف دينار سنويا كدعم مالي للجمعية. و أكّدت أنّ ادماج الأطفال فاقدي السّند ينطلق منذ فترة الطّفولة مشيرة الى أنّ هذه التظّاهرة الاحتفالية لتكريم النّاجحين من أبناء القرى (50 تلميذا و طالبا) تؤكّد على نجاح الجمعية في تأمين التحصين الدراسي مشددة على ضرورة تكريس التربية على الثقافة داخل القرى في مختلف المراحل العمرية من أجل تحقيق التوازن النفسي للأطفال لاسيما و أنّ القرى تضطلع بدور وظيفي هام في المجتمع لبناء جيل الغد. و لفتت إلى أنّ تحديات كثيرة تعترض دور الجمعية في الاضطلاع بالتربية و الإحاطة و الإدماج لا سيما الاقتصادية منها، مضيفة أنّه سيتم العمل على الرفع من الدعم المادي الموجه للجمعية في ميزانية 2023 يذكر أن عدد الاطفال دون سند عائلي من المتمدرسين الذين تتكفل بهم الجمعية يقدر ب 1500 طفل و شاب بعنوان السنة الدراسية 2022-2023.