لمة السيد ألقى وزير الخارجية كلمة امام القمة ال 15 لدول مجموعة البريكس جوهانسبورغ، جاء فيها : "فخامة الرئيس سيريل رامابوزا، أصحاب السعادة، السيدات والسادة، إنّه لمن دواعي الفخر والاعتزاز أن يتم تكليفي من قبل سيادة رئيس الجمهورية، السيد قيس سعيد، بترؤس الوفد التونسي في الدورة الخامسة عشر لقمّة "البريكس" المخصّصة للحوار بين هذا التجمع والقارة الإفريقية. وأتوجه في البداية، بالشكر الجزيل للسلطات الجنوب افريقية على حسن الاستقبال وكرم الضيافة والتنظيم الممتاز على هذه الأرض الإفريقية الطيبة لدولة جنوب إفريقيا. كما أودّ أن أنقل التحيّات الودّية والأخوية لسيادة الرئيس قيس سعيد لفخامة الرئيس الجنوب إفريقي "سيريل رامابوزا" ولكافة ضيوفه الكرام، إضافة إلى تمنياته له بأن تكلل هذه القمّة بالنجاح والتوفيق. كما يسعدني أن أبلّغ تهاني سيادة الرئيس إلى الدول التي تقرّر انضمامها إلى البريكس، وهي ايران والمملكة العربية السعودية ومصر والامارات العربية المتحدة والأرجنتين وأثيوبيا. إن هذه القمّة وشعارها من الأهمية بمكان. فالبريكس قوّة صاعدة على المستوى الدولي، وهو ما تؤكّده الترشّحات المتعدّدة للإنضمام لهذه المجموعة وتنوّعها، وردود الفعل بخصوصها. وتنتظم هذه القمة، في وقت تنطلق فيه قارتنا في مسار اندماج اقتصادي، كما يبرزه ذلك إرساء منطقة التجارة الحرة الإفريقية، وتزايد وعي سياسي حقيقي بضرورة تغيير العلاقات الدولية لإيجاد عالم أفضل للجميع. أصحاب السعادة، السيدات والسادة، إن تونس التي سعت دائما لإرساء عالم أكثر عدلا وإنصافا، تدعو طبعا إلى تعزيز وتنويع الشراكة والتعاون بين القارة الإفريقية و"البريكس". كما نؤكّد على أهمية تنسيق البرامج والاحترام المتبادل بين كل الشركاء, وهذه المجموعة يمكنها القيام بدور محوري في إصلاح النظام الاقتصادي والمالي العالمي الحالي، وذلك حتى يكون، حقيقة، في خدمة الإنسانية جمعاء وفي كل مكان. إنّ التحدّيات الحالية الغير مسبوقة التي يعرفها عالمنا اليوم، تقتضي منا بلورة أفكار جديدة ووضع آليات مبتكرة للتعاون تكون تشاركية، دائمة، ومتجدّدة وذلك بعد استخلاص كل العبر والدروس من غياب الرؤية في السياسات والتحرّكات والتجارب السابقة والتي تسبّبت في عدّة مظالم. وفي هذا السياق، من الضروري اعتماد سياسات وآليات تفاضلية لتحسين مستوى المبادلات، وتعديل العجز والاخلالات التي يمكن أن تصبح دائمة لعدد من دول المجموعة. كما تدعو تونس إلى مزيد تكثيف الاستثمار المتأتي من دول البريكس في افريقيا، باعتباره المحرّك الحقيقي للتنمية الفعلية والأمن المستدام في القارّة. ومن جهة أخرى، يتوجّب إيلاء البعد الانساني المكانة المستحقة في مشاريع التعاون، وذلك من خلال إعطاء الأولوية للتكوين وتنمية القدرات، وفقا للحاجيات الحقيقية للدول الإفريقية. إن تمكين الشباب والمرأة في مجال بعث المشاريع، من شأنه أن يكرّس تضامنا فعليا بين شعوبنا ويمكّن من إتاحة فرص جديدة للشباب. أمّا فيما يتعلّق بالتغيّرات المناخية، فإن دول "البريكس"، تحتكم على تكنولوجيات متطوّرة يمكن للقارة الافريقية الاستفادة منها، لا سيما في مجال تطوير الطاقة الشمسية. أصحاب السعادة السيدات والسادة، على صعيد آخر، فإن التحدّيات الهامة والمتعدّدة المرتبطة بانفجار ظاهرة الإتجار بالبشر والهجرة غير النظامية وما ينتج عنها من آلام يتم استثمارها سياسيا واعلاميا بشكل غير مقبول وغير مسؤول، تقتضي تحرّكا جماعيا ومتناسقا، يقوم على المسؤولية والتضامن والحوار واحترام حقوق كافة الأطراف المعنية. وبهذه المناسبة، فإن تونس تجدّد التزامها بالتعاون المتعدّد الأطراف المسؤول والتشاركي، المبني على الحوار والحاجيات الإنسانية، بما يمكّن من تحقيق ازدهار مشترك، يضمن الاستقرار والسلام الدائم للجميع. وفي هذا الاطار، يتوجّب تعزيز ومأسسة الحوار بين الاتحاد الإفريقي ومجموعة "البريكس" كآلية إضافية للوقاية من الأزمات و حلّها. و من هذا المنطلق، فإنّنا نؤكّد على أهمية التحرك بشكل عاجل لتأمين الحاجيات الأساسية لعدد من بلداننا. وإني لأرجو حقا أن تكون هذه القمّة مناسبة متجدّدة لتوظيف كافة طاقاتنا لخدمة الإنسانية جمعاء بدون إقصاء ولخدمة عالمنا الذي نعيش فيه.