رئيس الجمهورية: اللوبيات التي تحاول تأجيج الأوضاع لن تبقى خارج دائرة المحاسبة    استقبل 60 طالبا: تدشين مقر المعهد العالي للهندسة الرقمية    البحر يغلي: حرارة مياه المتوسط تسجّل أرقامًا قياسية منذ 1982! ماذا يحدث؟    ايران تعيد فتح مجالها الجوي جزئيا    فرنسا: مصرع شخصين في عواصف رعدية عنيفة وانقطاع الكهرباء عن الآلاف    مونديال الأندية 2025 : برنامج مقابلات الدور ال16    طقس الخميس: شهيلي والحرارة تتراوح بين 33 و44 درجة    اليوم: الحرارة تلامس 44 درجة والشهيلي يعود بقوة!    مطرزا بالذهب والفضة والحرير.. السعودية تكسي الكعبة ثوبها السنوي    كأس العالم للأندية 2025: مليار دولار جوائز.. والترجي يجني 34.6 مليون دينار    كيم جونغ أون يفتتح جوهرة السياحة في كوريا الشمالية.. منتجع كالما يخطف الأنظار!    ترامب يستبعد غابارد مجددا من إحاطة سرية بشأن الضربة الأمريكية لإيران    مشاهد من أميركا.. الحرارة الشديدة تربك مونديال 2026    يوم دراسي حول حقوق المؤلف والحقوق المجاورة في القطاع السينمائي والسمعي البصري    فتح أجزاء إضافية من مشروع المدخل الجنوبي للعاصمة للجولان    فتح أجزاء إضافية من مشروع المدخل الجنوبي للعاصمة للجولان    البطولة العالمية العسكرية الأولى للفنون القتالية بألمانيا: 3 ميداليات برونزية لتونس    ندور حوارية بالحمامات على هامش فعاليات الدورة 25 لمهرجان اتحاد إذاعات الدول العربية حول "الإعلام الموجه إلى الطفل: أزمة إنتاج أم غياب استراتيجيات؟"    وزير السياحة: تعزيز الربط الجوي مع عدد من الدول العربية    نجوى كرم تعلن «حالة طوارئ» قبل حفلها بقرطاج    مايكل جاكسون.. حلم تحول إلى أسطورة فنية    الفيلم القصير "فراغ" لفدوى منصوري وبطولة كوثر بالحاج: أنظروا إلى والديكم قبل أن يصبحوا مجرد فراغ    نتائج الباكالوريا تكشف ... تسريع المجلس الأعلى للتربية أولوية قصوى    أولا وأخيرا .. باسم الله يا عبد الله    غادرنا منذ عشرين سنة حتّى لا تنسى الأجيال القادمة شيخ الأدباء    خلال النصف الأوّل من العام: عائدات السياحة والعمل توفر 6،8 مليار دينار    آخر وفد للحجيج التونسيين يغادر اليوم البقاع المقدسة والبعثة الصحية تؤكد وفاة 5 حجيج    الدورة 25 للمهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون: تتويج التلفزة الوطنية بثلاث جوائز في مسابقتين    عاجل: الخميس أوّل أيّام العام الهجري 1447 في السعودية    صناعة السيّارات: عملاق كوريا الجنوبية "يورا كوربوريشن" يخطط لتعزيز تواجده في تونس    بداية من السبت المقبل.. الحصول على كلمات العبور للناجحين في البكالوريا    مشروع المدخل الجنوبي للعاصمة.. فتح أجزاء اضافية أمام الجولان    ستكفُل 1000 طفل: إحداث قرية "اس او اس" جديدة بهذه الولاية..    وزير التربية يزور مركز الاصلاح بمنوبة الخاص بمناظرة "السيزيام" ويشدد على ضرورة ضمان الشفافية والدقة    افتتاح نقطة لبيع المواد الأساسية المفقودة بهذه الولاية.. #خبر_عاجل    لأول مرة في سيدي بوزيد.. إنقاذ مريض بتقنية دقيقة دون جراحة    في ''عز السخانة''.. لماذا يُنصح بشرب الماء الساخن لا البارد؟    للتونسيين : كل ما تريد معرفته عن هلال ''راس العام العربي ''    تونس تتسلّم الدُفعة الثانية من حافلات الهبة الفرنسية    الكاف: تقدم موسم الحصاد بنسبة 45 بالمائة وتجميع أكثر من 650 ألف قنطار من الحبوب    عاجل - ترند الكركم: دولة عربية تحذر    يوم مفتوح بمستشفى سهلول بسوسة يوم السبت المقبل للتحسيس والعناية بصحة الفم والاسنان    هام/ موعد دورة المراقبة لبكالوريا 2025..وهذا تاريخ الاعلان عن النتائج..    تحذير هام لمحبي القطط..    سانتوس يحسم مصير لاعبه نيمار    تطورات جديدة في قضية منع هيفاء وهبي من الغناء في مصر    نفوق أسماك وتغيّر لون البحر: باحثة في علوم البحار توضّح وتكشف أسباب هذه الظاهرة..#خبر_عاجل    النادي الصفاقسي: التركيبة الجديدة للجهاز الفني    عاجل/ تقرير استخباراتي يكشف وضعية البرنامج النووي الإيراني بعد الضربات الأخيرة..    فشل تصويت في مجلس النواب الأمريكي لعزل ترامب    طقس الأربعاء: شهيلي والحرارة تتراوح بين 36 و42 درجة    الترجي الرياضي ينهزم بثلاثية نظيفة امام تشلسي الانقليزي ويغادر كأس الأندية..التفاصيل..    بلدية مدينة تونس: جلسة عمل حول تقدم أشغال مشروع "كرامتي" بحي هلال    المنستير: هيئة السلامة الغذائية تدعو المواطنين لعدم شراء أسماك من خارج المحلات المراقبة    رئيس الجمهورية يشرف على حفل تخرّج الدفعة الخامسة والخمسين للأكاديميات العسكرية الثلاثة بفندق الجديد    محكمة الاستئناف تحط من العقاب في حق وديع الجرئ الرئيس السابق للجامعة التونسية لكرة القدم    إيران.. إعدام 3 جواسيس جندهم "الموساد" لاغتيال شخصية بارزة    كأس العالم للأندية: تشيلسي الإنقليزي ينهي الشوط الأول متقدما على الترجي الرياضي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تحلية مياه البحر في تونس: حل مكلف لأزمة المياه

تتوجه تونس، التي تصارع ضغوطا متزايدة على المياه، إلى تحلية مياه البحر كاستجابة استراتيجية لتحديات العطش.
وعلى الرغم من أن هذا النهج واعد، إلا أنه يطرح اشكالات كبيرة، ولكنه يوفر أيضا فرصا مهمة لمستقبل إدارة المياه في البلاد.
استجابة للإجهاد المائي
في مواجهة الزيادة المستمرة للطلب على المياه، الناتجة عن النمو السكاني وازدياد عدد سكان المدن والضغوط الاقتصادية، تواجه تونس حالة من الإجهاد المائي الذي يثير القلق بشكل متزايد. وتتعرض موارد المياه التقليدية، مثل المياه الجوفية والأنهار، لضغوط متزايدة، في حين أن آثار تغير المناخ محسوسة لا سيما خلال فترات الجفاف التي أصبحت أكثر تواترا وشدة.
تعمل الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه على تنفيذ استراتيجية جديدة لتحسين جودة الخدمة وتأمين إمدادات مياه الشرب باستخدام تحلية المياه الجوفية قليلة الملوحة ومياه البحر.
الإنجازات والرهانات
تشغل تونس حاليا العديد من محطات تحلية المياه، بما في ذلك محطة جربة لتحلية مياه البحر، لتلبية الطلب المتزايد على مياه الشرب. ويجري حاليا إنشاء ثلاث محطات لتحلية مياه البحر في قابس وصفاقس وسوسة، والتي ستدخل حيز التشغيل في نهاية عام 2024. هذا وسيتم قريبا إطلاق دعوات لتقديم عطاءات لبناء أربع محطات أخرى في توزر وقبلي وسيدي بوزيد وبنقردان.
ولمعالجة أزمة المياه هذه، ارتفعت أصوات، مثل المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، تدعو سلط الاشراف إلى الإسراع في اعتماد مجلة المياه لتحسين إدارة الموارد المائية في البلاد وضمان الوصول العادل إلى هذه الموارد الحساسة، ودعم التزود بالمياه كحق أساسي.
وبالتالي، تمثل تحلية مياه البحر في تونس خطوة كبيرة إلى الأمام في مكافحة الإجهاد المائي، وتقدم حلا ملموسا لضمان إمدادات كافية من مياه الشرب لسكان البلاد وأنشطتها الاقتصادية.
التحديات المالية والتقنية
لا تخلو تقنية تحلية مياه البحر من التحديات. بادئ ذي بدء، يعد هذا التوجه مكلفا خصوصا ان البنية التحتية اللازمة لتحويل مياه البحر إلى مياه شرب معقدة وتتطلب استثمارات كبيرة، سواء فيما يتعلق بالبناء أو في التشغيل طويل الأجل. بالإضافة إلى ذلك، تتطلب تحلية المياه كمية كبيرة من الطاقة، مما يزيد من تفاقم تكاليفها.
تختلف تكلفة محطة تحلية مياه البحر في تونس حسب المشاريع المحددة. على سبيل المثال، تبلغ تكلفة مشروع محطة تحلية المياه التي تمولها اليابان في صفاقس حوالي 36.7 مليار ين ياباني، أي ما يعادل حوالي 780 مليون دينار تونسي. من ناحية أخرى، تقدر تكلفة تحلية المتر المكعب الواحد من المياه ب 3.5 دينار في صفاقس وسوسة والزارات في قابس.
تختلف الطاقة الإنتاجية لمحطات تحلية مياه البحر في تونس حسب المشروع:
* ستبلغ الطاقة الإنتاجية لمحطة تحلية المياه في قابس 50000 متر مكعب في اليوم، قابلة للتوسعة إلى 100000 متر مكعب في اليوم.
* ستصل قدرة محطة تحلية المياه في صفاقس الى 100000 متر مكعب يوميا في المرحلة الأولى، و 200000 متر مكعب يوميا في المرحلة الثانية.
* ستكون محطة تحلية سيدي عبد الحميد في سوسة قادرة على تحلية ما يقرب من 50000 متر مكعب من المياه يوميا.
لذلك، تتراوح الطاقات الإنتاجية لمحطات تحلية مياه البحر في تونس بشكل عام بين 50000 متر مكعب و200000 متر مكعب يوميا، حسب المشاريع المحددة.
وعلى المستوى التقني، تطرح تحلية المياه أيضا تحديات كبرى اذ تتطلب العملية نفسها، سواء باعتماد التقطير الحراري أو التناضح العكسي، خبرة متخصصة وتقنيات متقدمة. علاوة على ذلك، تمثل إدارة النفايات السائلة المالحة الناتجة أثناء عملية تحلية المياه تحديا بيئيا كبيرا، مما يتطلب استراتيجيات تخفيف أو تصريف مناسبة لتقليل التأثيرات على النظم الإيكولوجية البحرية.
فرص للمستقبل
على الرغم من هذه التحديات، توفر تحلية مياه البحر فرصا كبيرة لمستقبل تونس. ومن خلال الاستثمار في التقنيات المبتكرة وممارسات الإدارة الفعالة، يمكن للبلاد التغلب على الحواجز التقنية والمالية المرتبطة بتحلية المياه. بالتوازي مع هذا الأفق ومن خلال تطوير قدراتها في هذا المجال، يمكن لتونس تعزيز أمنها المائي على المدى الطويل وتقليل اعتمادها على الموارد المائية التقليدية، التي غالبا ما تكون عرضة للضغوط الخارجية وتغير المناخ.
في جانب اخر، توفر تحلية المياه أيضا فرصا اقتصادية، مما يعزز قطاع المياه ويخلق فرص عمل في مجالات متنوعة مثل الهندسة والبناء وإدارة مرافق تحلية المياه. هذا ومن خلال ضمان إمدادات مياه أكثر موثوقية، يمكن لتحلية المياه أن تعزز التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد، ودعم الأنشطة الفلاحية والصناعية والسياحية.
تمثل تحلية مياه البحر تحديا وفرصة لتونس في ان واحد. ومن خلال التغلب على الحواجز التقنية والمالية، يمكن للبلاد تسخير الإمكانات الكاملة لهذه التكنولوجيا لضمان إمدادات مياه آمنة ومستدامة لمواطنيها، مع تمهيد الطريق لمستقبل أكثر مرونة وازدهارا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.