من القادر على التصدي للسقي بالمياه المستعملة في قلعة الأندلس بعد أن تم تحويل ماء وادي مجردة ليصب في البحر، ويقضي على القرع والبطيخ والدلاع والقنارية والغلال الصيفية؟ تعاني حاليا منطقة قلعة الاندلس من انقطاع متحرر وممنهج للمياه الصالحة للري بالأراضي الفلاحية الخصبة بهذه القرية الجميلة الساحرة الساحلية التابعة لولاية أريانة، والتي تبعد قرابة 30 كيلومتراً على العاصمة. ما حصل منذ عدة سنوات مضت إلى يومنا هذا هو أن الجهات الفلاحية المسؤولة قطعت مياه الري المتأتية من وادي مجردة وحولت وجهتها لتصبح تصب بالبحر وهو ما أدى لتغير حتى مذاق الأسماك وحرمان عديد الفلاحين من مياه الري بمساحة تقارب 500 هكتاراً. وحسب بعض متساكني الجهة حيث أكد بعضهم أن صابة القرع الذي اشتهرت به المنطقة تضررت بصفة كبيرة بعد أن كانت تدر أموالاً طائلة على أصحابها ويتم تصدير بعضها للجزائر الشقيقة وهو ما أكده لنا أحد الفلاحين سابقاً الذي غادر أرضه ليتحول للعمل في الصيد البحري والعديد من أمثاله الذين منهم من لم ينجح في هذا القطاع لأسباب يطول شرحها. والخطير حسب عدد من أبناء الجهة أنه بعد تقلص مياه الري وتحويل وجهتها لتصب في البحر تم القضاء على جل صابات البطيخ القلعاوي المشهور سابقاً بعذوبة مذاقه والدلاع والفلفل والطماطم والفراولة وبزراعة القنارية والخضر والغلال الموسمية التي أصبح غالبيته يتم سقيه بماء شبكة التطهير، أي بمجاري المياه المستعملة، وهذه كارثة أخرى بيئية وصحية تصنعها أيادي آثمة بطرق سرية لسقي الخضار والغلال بواسطة مضخات تمتص المياه المتعفنة. فأين المسؤولون الذين من واجبهم النزول على الميدان وسماع مشاغل وهموم أبناء قلعة الأندلس الذين يعانون من عدم توفر الأعلاف الجيدة لمربي الأبقار والمواشي التي كانت جنة محمية لتصبح جل أراضيها مهملة يابسة منسية وشبابها يعاني البطالة وقلة فرص العمل ووسائل الترفيه ويحرم من مشاريع تنموية في أحلى وأجمل القرى التي تعد قرابة 30 ألف ساكن. لا يوجد بهذه المنطقة محطة تزويد بالمحروقات بعد أن أغلقت واحدة كانت في زمن ليس بالبعيد رحمة بأبناء الجهة، كما أن هذه الربوع النشيطة فلاحة براً وبحراً يوجد بها موزع مالي واحد فقط، فمن القادر على إعادة الاعتبار لقلعة الأندلس الساحلية التي حباها الله بأجمل المناظر الطبيعية؟ والله ولي التوفيق وللحديث بقية.