ظاهرة معتادة تتجدد كل دورة انتخابية، لم يرق استساغتها جل المهتمين بملف الرئاسيات الحساس والمؤثر في حياة التونسيين. تتجسد الظاهرة في تدافع أعداد كبيرة من المرشحين لتسلم وثائق استمارة التزكية الخاصة بالانتخابات الرئاسية، مع قناعة غالبيتهم باستحالة نجاحهم في هذا الاختبار الشعبي الذي يقرر مصيره صناديق الاقتراع في يوم الانتخاب. ويستغرب المراقبون مشاركة وجوه من الجنسين تبعث مشاركتها على السخرية والاستهزاء، إذ تحرك البعض عقدة نقص داخلي، والبعض الآخر حب الشهرة المزيفة، والسعي لإضافة سطر واحد إلى سيرهم الذاتية. وهناك أيضًا من تحركهم جماعات ضغط محلية أو خارجية، بهدف التشويش على الانتخابات الرئاسية الموقرة وإضعافها وتشويهها لغايات دنيئة وخبيثة بأساليب ملتوية ومكرة، تهدف إلى إقناع الضحية المتمثل في المرشح. وبطبيعة الحال، فإن 82 شخصية حتى الآن، من بينهم ثلاث نساء وسبعة يقيمون خارج الوطن، لا تتوافر لديهم الحظوظ للمشاركة في هذا السباق الانتخابي الرئاسي وما له من أهمية خاصة في حياة التونسيين، بغض النظر عن عبثية أسباب مشاركة بعض الراغبين ومدى تأييد جهات تأثيرية لهم ودعمهم، حيث يعجزون عن شراء ذمم التونسيين أو استيفاء الشروط التي يحددها القانون الانتخابي. وحسب ما توفر من معطيات، فإن غربال المشاركة سيحول دون مشاركة أكثر من 90% ممن تسلموا وثيقة استمارة التزكية للانتخابات الرئاسية، وتشير المؤشرات إلى أن الرئيس الحالي، قيس سعيد، في طريق مفتوح نحو النجاح منذ الدور الأول لاعتماد الانتخابات الرئاسية، لأسباب أصبحت واضحة وجلية: أولاً، قناعة الشعب التونسي شبه المطلقة بنجاح الرئيس قيس سعيد في تحقيق قدر كبير من العدالة الاجتماعية والأمن العسكري والاجتماعي والمالي والاقتصادي، فضلاً عن تطهير البلاد من الفساد والرشوة والمحسوبية والإرهاب والتهريب والتهرب الجبائي وتبييض الأموال. وقد حرص فخامته على تعميم الرقمنة في الإدارات والمصالح الحكومية والوزارات لتوخي الشفافية المطلقة، كما أصدر تعليماته لتنفيذ مشاريع ضخمة واستثمارات محلية وأجنبية، حرصًا منه على دعم أصحاب المشاريع بأنواعها المختلفة، لاسيما الشركات الوطنية والمؤسسات الناشئة، من خلال توفير قروض وتشجيعات وحوافز غير مسبوقة. ثانياً، فرض الزعيم الوطني قيس سعيد هيبة الدولة وسيادتها واستقلال قراراتها وكرامة التونسيين في كافة الأوساط الدولية، وفتح أبواب التعاون المشترك مع الدول العربية الشقيقة والبلدان الأجنبية الصديقة دون الانضمام إلى أي تكتلات دولية أو قوى سياسية ومالية عالمية تفرض سلطاتها وأوامرها وشروطها على الدول. وتؤكد المؤشرات كافة أن نجاح الرئيس قيس سعيد منذ الدور الأول للانتخابات الرئاسية لنيل ولاية ثانية بأغلبية ساحقة من أصوات الشعب التونسي سيكون تحصيل حاصل، دون أي تأثيرات على الناخبين مهما كانت طبيعتها أو توزيع الأموال، وهو أمر شبه مؤكد رغم المؤامرات والحملات التي تمولها جماعات ضغط ماكرة تعمل من الداخل والخارج، وتستغل بيادقًا ومرتزقة في الفضاء الافتراضي ووسائل التواصل الاجتماعي من خارج الوطن لأغراض خبيثة ودنيئة. وعلى جماعات الضغط أن تدرك أن التونسي اليوم يمتلك قدرًا كبيرًا من الفطنة والذكاء والوعي ما يساعده على تجنب التأثير السلبي لوسائط المخابرات الأجنبية الماكرة والحاقدة التي أقلقها أن تظل تونس دولة حرة ومستقلة تبني مستقبلها بأيدي أبنائها واستغلال إمكاناتها الذاتية، والله أعلم. وللحديث بقية..