لا نبالغ اذا قلنا ان هناك ظواهر محيرة وممارسات شاذة خطيرة وحساسة ومريبة وغير بريئة تغذيها اطراف تجد راحتها في ادخال الفتنة والتفرقة بين ابناء الوطن الواحد. وتعود روح العروشية وتغذية النعرات الجهوية من خلال ما تمارسه اعداد من التونسيين في عدة مدن وقرى في كامل الجمهورية من تشويه للمجتمع وترذيل قيمنا وروحنا الوطنية وتكتلنا من اجل خدمة الصالح العام والغيرة على مصالح المجموعة الوطنية. والغريب هنا والمريب اننا من خلال ما يطلق من شعارات وما يكتب فوق مدارج الملاعب الرياضية وما يبث من مسلسلات وبرامج تنشيطية بالقنوات الاذاعية والتلفزية يبدو في ظاهرها طرافة وفذلكة وفي باطنها تجني على جهات معينة دون غيرها ببلادنا التونسية لغايات كشفناها بشعور الغيرة على تماسك شعبنا ورفض عودة العروشية والنعرات الجهوية التي قاومها الزعيم الحبيب بورقيبة منذ بداية الاستقلال عند بناء تونس الحديثة ونشر العلم والمعرفة والعلوم والتكنولوجيا والتخلص من رواسب مبادئ خطيرة زرعها الاستعمار الفرنسي اعتمادا على شعار "فرق تسد". كل ما نتمناه ان تتفطن كل القوى الحية واصحاب الحل والعقد والقرار ما يحصل من محاولات تدمير الوحدة القومية وتفكيك الروح الوطنية بطرق ملتوية ماكرة وجهنمية… اعتقد ان رسائلي وصلت مضمونة لأصحابها في زمن التحديات الكبرى في مرحلة انتقالية ومفصلية حساسة واستثنائية. والله ولي التوفيق وللحديث بقية..