شهدت مواقع التواصل الاجتماعي موجة واسعة من الصور المعدلة بأسلوب استوديو غيبلي الشهير، وذلك بعد إطلاق شركة "أوبن أيه آي" تحديثًا جديدًا لمنصتها "شات جي بي تي-40″، يتيح للمستخدمين تحويل صورهم إلى نمط رسوم الأنمي الياباني المميز. إطلاق الميزة وانتشارها السريع أعلنت "أوبن أيه آي" في 25 مارس 2025 عن تحديث جديد يسمح بتوليد الصور داخل "شات جي بي تي"، مما يتيح للمستخدمين إنشاء صور فوتوغرافية دقيقة أو رسوم متحركة بأنماط متعددة. وبحلول 27 مارس، بدأت الميزة بالظهور لدى مستخدمي المنصة، سواء من الفئات المجانية أو المميزة، وسرعان ما اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي. الترند الأبرز كان تحويل الصور إلى نمط "غيبلي"، حيث قام المستخدمون بتعديل صورهم الشخصية، وصور الحيوانات الأليفة، وحتى صور الشخصيات السياسية إلى لوحات فنية بأسلوب الرسوم المتحركة اليابانية. وانتشرت صور للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وبعض الشخصيات العالمية بشكل أنمي غيبلي، مما زاد من تفاعل المستخدمين مع الميزة الجديدة. تفاعل المشاهير وردود الأفعال الرئيس التنفيذي ل"أوبن أيه آي"، سام ألتمان، كان من أوائل المستخدمين الذين شاركوا صورهم المعدلة عبر منصة "إكس"، حيث نشر صورة له بأسلوب غيبلي، قائلاً: "تستيقظ لتجد مئات الرسائل: انظر، لقد جعلناك تبدو كفتى أنيمي بأسلوب غيبلي!". كما قام بتغيير صورته الشخصية إلى صورة معدلة بنفس الأسلوب، مما زاد من انتشار الترند. حتى إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لمنصة "إكس"، شارك في التفاعل، حيث نشر صورة ساخرة له بشخصية "رافيكي" من فيلم "الأسد الملك"، معلقًا: "صور غيبلي هي موضوع اليوم". سهولة الاستخدام وجدلية حقوق الملكية يمكن للمستخدمين تحويل أي صورة إلى أسلوب غيبلي بسهولة عبر "شات جي بي تي"، وذلك برفع الصورة وكتابة جملة مثل: "حول هذه الصورة إلى ستايل غيبلي لصور الأنيمي". إلا أن هذه الميزة أثارت نقاشًا واسعًا حول حقوق الملكية الفكرية. وقع أكثر من 400 فنان في هوليوود، من بينهم بن ستيلر وبول مكارتني، على شكوى ضد "أوبن أيه آي" وشركة "غوغل"، يتهمونهما باستخدام أعمال الفنانين دون إذن. كما أبدى العديد من المستخدمين استياءهم من استخدام الذكاء الاصطناعي لنسخ أسلوب استوديو غيبلي دون تصريح رسمي، معتبرين ذلك تعديًا على الإبداع الفني الأصيل. رد فعل "أوبن أيه آي" والمستقبل المنتظر حاولت "أوبن أيه آي" تهدئة المخاوف قائلة إنها تدرك تأثير هذه الأدوات على المجال الفني، مؤكدة أنها تعمل على تطوير سياسات تضمن الاستخدام الأخلاقي للتقنيات الجديدة. ومع استمرار انتشار صور الأنمي المعدلة بالذكاء الاصطناعي، يبقى السؤال: هل ستؤدي هذه الموجة الجديدة إلى ثورة إبداعية في عالم الفن الرقمي، أم أنها ستثير مزيدًا من النزاعات حول حقوق الملكية الفكرية؟