يبدو أن العلاقات المغربية الأمريكية تشهد دفعة استثنائية في عهد دونالد ترامب، فبعد أن حظي المغرب بنسبة رسوم جمركية لا تتجاوز 10% مقابل ارتفاعها لدى جيرانه، ها هو يستفيد من "هدية" جديدة من البيت الأبيض: صفقة سلاح ضخمة تقدّر ب825 مليون دولار. هذه الصفقة تأتي في سياق شراكة عسكرية متينة بين البلدين، تدعمها مكانة المغرب ك"حليف رئيسي من خارج الناتو"، بحسب تصنيف الولاياتالمتحدة، التي تعتبر المملكة عنصرًا هامًا في استقرار شمال إفريقيا وتقدّمها الاقتصادي، كما ورد في بيان لوكالة التعاون الأمني الدفاعي الأمريكية (DSCA) الصادر يوم الثلاثاء 15 أفريل 2025. تفاصيل الصفقة بموجب هذه الصفقة، طلب المغرب شراء 600 صاروخ أرض-جو من طراز FIM-92K Stinger Block I من شركتي الدفاع الأمريكيتين RTX Corporation وLockheed Martin. وتشمل الصفقة أيضًا خدمات لوجستية وهندسية وتقنية، يقدمها الجانب الأمريكي وشركاؤه الصناعيون. ووفق البيان الرسمي، فإن هذه الصواريخ ستعزز قدرة المغرب على مواجهة التهديدات الراهنة والمستقبلية، دون أن تخلّ بالتوازن العسكري في المنطقة. أبعاد سياسية واستراتيجية صفقة الصواريخ لا تأتي في فراغ. فهي تندرج في سياق دعم واشنطن لمواقف الرباط، خاصة في قضية الصحراء الغربية، حيث يبدو أن ترامب ماضٍ في الاعتراف بالسيادة المغربية، خلافًا للتردد الذي أبدته إدارة بايدن. كما أن العلاقات المغربية الإسرائيلية، رغم حساسيتها داخليًا، تحظى بتقدير خاص من الإدارة الأمريكية، ما يُعزز الثقة في المغرب كشريك استراتيجي. الجزائر تراقب عن كثب من المرجّح أن تُتابع الجزائر –التي تُعدّ الجيش الأقوى تسليحًا في إفريقيا– هذه التطورات بقلق، خاصة في ظل التوترات الإقليمية المتزايدة، رغم أنها هي الأخرى تربطها علاقات متينة بواشنطن، وكانت أول بلد إفريقي يوقّع اتفاق دفاع مع إدارة ترامب. بهذا، تواصل المغرب ترسيخ مكانته كحليف عسكري محوري للولايات المتحدة في القارة الإفريقية، بينما يُبقي ترامب على سياسة الدعم غير المشروط لحلفائه، وإن كان الثمن باهظًا.