تثير حادثة جديدة ذات طابع إسلاموفوبي في فرنسا موجة من الاستنكار. ففي يوم الإثنين 28 أفريل في بواسي، بمنطقة إيفلين، تعرضت شابة تبلغ من العمر 26 عامًا لهجوم عنيف في الشارع بينما كانت تتجول مع طفلها. ووفقًا للشكوى التي قدمتها الضحية، أكدّت السلطات المحلية في تغريدة الثلاثاء أن المعتدي، الذي لا يزال فارًا، قد انتزع حجابها. عمل يُصنف على أنه إسلاموفوبي من قبل السلطات المحلية لم تتأخر عمدة بواسي، ساندريين بيرنو دو سانتوس، في إدانة الاعتداء بشدة، معتبرة أن الواقعة "تصرف بغيض" و"اعتداء إسلاموفوبي". وقالت: "لا مكان لأي شكل من أشكال الكراهية أو العنصرية أو رفض الآخر في بواسي"، مضيفة أن الضحية كانت مع طفلها في عربة الأطفال أثناء الاعتداء. كما ردّ النائب كارل أوليف، العمدة السابق للمدينة، في رسالة دعم موجهة إلى المجتمع المسلم في بواسي ومنطقة إيفلين. وأكد أنه تحدث مع محافظ إيفلين من أجل تعبئة جميع الوسائل المتاحة لتحديد هوية المعتدي بسرعة. إشارة إنذار بشأن أمن المسلمين في فرنسا أعلن المحافظ، بالتنسيق مع وزير الداخلية، عن لقاء مع مجلس المؤسسات الإسلامية في إيفلين لمناقشة قضايا أمن المجتمع المسلم المحلي. ويأتي هذا التحرك في وقت تحذر فيه العديد من الجمعيات والشخصيات السياسية من تصاعد الحوادث الإسلاموفوبية في فرنسا. وتمثل هذه الحادثة الجديدة جزءًا من سياق توتر متزايد حول الرموز الدينية في فرنسا، حيث تكثفت المناقشات الإعلامية والسياسية ضد المسلمين في الأسابيع الأخيرة. وفي ظل الجدل المتكرر حول حجاب النساء، والنقاشات المتعلقة بالعلمانية، والتصريحات التي تحمل طابع التمييز التي تُبث عبر القنوات التلفزيونية، يخشى العديد من المراقبين من تحول الخطاب إلى عنف. لقد أصبحت المآسي الأخيرة، مثل جريمة القتل العنصرية لأبوبكر، أو هذه الاعتداءات في بواسي، ليست مجرد حوادث معزولة. قد تمثل هذه الحوادث الأعراض الأولى لمناخ من الكراهية أصبح مفرطًا في تغذيته وبالتدريج تم تطبيعه في الخطاب العام. وتدعو العديد من الأصوات في المجتمع المدني إلى الخروج من منطق التصعيد الأمني والهوياتي، من أجل الحفاظ على التعايش وحماية جميع مكونات المجتمع الفرنسي، بما في ذلك المسلمين.