تعتبر تونس واحدة من أبرز الوجهات السياحية في شمال أفريقيا، حيث تجمع بين التاريخ العريق، والطبيعة الساحرة، والثقافة الغنية. وتقدم البلاد تجربة سياحية متنوعة تناسب عشاق الاسترخاء، والمغامرة، والتاريخ. ويبرز القطاع السياحي كنقطة مضيئة وسط عدة تحديات تجابهها البلاد، أهمها تطورات المعاملات التجارية المالية على المستوى الإقليمي والدولي. ومرّ القطاع الحيوي، الذي يعد أحد روافد الاقتصاد الوطني على مدى السنوات العشر الماضية، بأوضاع عديدة ارتبطت بتداعيات أحداث مختلفة أثرت في البلاد. في هذا الإطار سجّل قطاع السياحة إلى حدود شهر ماي من سنة 2025 مؤشرات إيجابية تعزز الآمال بانتعاشة متواصلة لهذا القطاع الحيوي، حيث أكد المدير العام للديوان الوطني التونسي للسياحة، محمد مهدي الحلوي، في هذا الصدد أن الأسواق الكلاسيكية الأوروبية سجلت نسب تطور مهمة مبرزا أن الحجوزات الحالية تشير إلى نسبة تطور تتراوح بين 10 و20%، في القطاع، فضلا عن بروز أسواق جديدة مثل السوق الصينية. وعلى هذا المستوى، شارك الديوان، في معرض "بورصة السياحة العالمية"، الذي انتظم من 27 إلى 29 ماي 2025 بمدينة شنغهاي الصينية، وذلك في إطار تنفيذ استراتيجية متكاملة للرفع من تنافسية الوجهة التونسية واستقطاب السياح ذوي القدرة الإنفاقية العالية. واكدت وزارة السياحة، اول أمس السبت 31 ماي الفارط، أن هذه المشاركة مكّنت من تقديم عروض تعريفية حول تنوّع المنتوج السياحي التونسي، مع التركيز على فرص الاستثمار في قطاعات الفندقة والسياحة الثقافية والسياحة المستدامة. كما جرى التأكيد على أن هذا المعرض يعدّ فرصة لعقد لقاءات مهنية مع أبرز الفاعلين في القطاع السياحي، من كبار متعهدي الرحلات وشركات الطيران الصينية والدولية، إلى جانب عدد من المهنيين التونسيين مع الإشارة الى ان اللقاءات خُصصت لبحث سبل تعزيز التعاون الثنائي وإعداد حملات ترويجية تتماشى مع خصوصيات هذه السوق السياحية الواعدة. وتم التنويه بأن هذه التظاهرة المخصصة للمهنيين، تعكس الحرص على تعزيز حضور الوجهة التونسية في السوق السياحية الصينية، خاصة عقب مشاركتها الفاعلة في عدد من المعارض البارزة خلال شهر أفريل 2025 مع التشديد على تفاعل المهنيين ووسائل الإعلام مع الجناح التونسي. يشار إلى ان اهتمام المستثمرين قد زاد خلال السنوات الأخيرة بإحداث مشاريع سياحية فخمة في مناطق بعيدة عن الشريط الشرقي، بنسبة نفاذ للسوق فاقت 9%، وفق معطيات حديثة كشف عنها المجمع المهني للإقامات البديلة. وأبرزت دراسة حول القطاع السياحي، أن 78% من حرفاء الإقامات البديلة هم من السياح الأجانب من ذوي القدرة الانفاقية العالية، وأن 52% ممن جرى استجوابهم أفادوا بأن هذه المنتجعات تناسبهم للراحة والاستجمام. وكان وزير السياحة والصناعات التقليدية، سفيان تقيّة، قد توقع مؤخرا أن تستقطب تونس 11 مليون سائح على الأقل خلال العام 2025، مشيراً إلى أنّ ذلك يستوجب القيام بعدّة إجراءات خاصة فيما يتعلق بالربط الجوي مبينا بأن الوزارة بصدد إعداد برنامج شامل يتعلق بالسياحة الشاطئية، والصحية، والثقافية، والبيئية بالنسبة لسنة 2025. ونوّه بوجود شراكة مع العديد من الناقلات الأجنبية، مشيراً إلى أن التحدي الوحيد أمام تحقيق أرقام مهمة على مستوى عدد السياح الوافدين على تونس هو النقل الجوي، آملاً في أن يستعيد هذا الميدان عافيته في أقرب الآجال. وأكد الوزير أن العديد من النزل الجديدة بصدد فتح أبوابها في عدد من الولايات على غرار جربة وسوسة وتوزر وطبرقة، مشدّداً على أنّ ذلك سيقدّم دفعاً جديداً للوزارة لمزيد التعريف بالوجهة التونسية.