انطلقت رسميًا أشغال المرحلة الرئيسية من مشروع الجسر الجديد ببنزرت، في خطوة استراتيجية تعبّر عن تقدّم كبير في هذا المشروع البنيوي الضخم. وقد أكّدت فرق الشركة الصينية "Sichuan Engineering"، المكلفة بتنفيذ المشروع، خلال زيارة ميدانية إلى منطقة منزل عبد الرحمان، إتمام تركيز الورشة بالكامل، وتعبئة الموارد البشرية والتقنية اللازمة، فضلًا عن استكمال الدراسات الجيوتقنية البرّية. وأشاد والي بنزرت، سالم بن يعقوب، بنسق التقدّم المسجّل، مؤكّدًا بالتنسيق مع وزارة التجهيز، حرصه على رفع كل العراقيل التي قد تعيق سير الأشغال. ويجري حاليًا تنفيذ الأشغال تحت الماء بقناة بنزرت، ومن المنتظر استكمالها بحلول نهاية شهر جوان، تمهيدًا لانطلاق الحفريات العميقة للأساسات بداية من شهر جويلية. وتقع هذه الأساسات على عمق يتجاوز 70 مترًا، وستحمل جسرًا بارتفاع 60 مترًا عن سطح البحر، مما يتيح عبور جميع أنواع السفن تحته. ويبلغ طول الجسر الرئيسي 2.1 كيلومتر، وهو مصمّم بهيكل معدني مغطى بالخرسانة المسلحة، ويضمّ 19 مجازًا (فتحة) فوق قناة الملاحة. ويندرج هذا المشروع ضمن برنامج أشمل بكلفة إجمالية تقدّر ب 761 مليون دينار، موزعة على ثلاثة أقساط بطول يفوق 9 كيلومترات. ويُعدّ القسط المركزي الجاري تنفيذه حاليًا من طرف المجمع الصيني، الأضخم من حيث التمويل، بقيمة 610 ملايين دينار. ومن المنتظر أن يدخل الجسر حيز الاستغلال خلال الثلاثي الثالث من سنة 2027، وفقًا للرزنامة التعاقدية. ويهدف هذا المشروع إلى تخفيف الضغط المروري الحضري، وتيسير حركة المبادلات اللوجستية، وتعزيز جاذبية ميناء بنزرت كمحور استراتيجي. أشغال تهيئة حضرية لربط الأحياء المجاورة بالمحور الاستراتيجي الجديد بالتوازي مع ذلك، تُنفَّذ أشغال تهيئة حضرية بالأحياء المحاذية للجسر، لا سيما في منطقة منزل عبد الرحمان، حيث تجاوزت نسبة التقدّم في مشاريع التهيئة والتعبيد 60%. وتستهدف هذه التدخلات، التي تبلغ كلفتها 4.2 ملايين دينار، أحياء بنيقرو والعين الكبيرة تحديدًا، وتشمل إصلاح الطرقات، وتركيز الإنارة العمومية، وشبكات التطهير، وتعبيد الأرصفة. وقد أدّى الوالي زيارة ميدانية يوم الاثنين 2 جوان لتفقّد سير الأشغال، داعيًا إلى الإسراع في إنجازها، ومبرزًا أهميتها في تحسين جودة الحياة للسكان، والارتقاء بالمشهد الحضري المحيط بالجسر المستقبلي. ويشمل هذا البرنامج خمسة أحياء شعبية: حفر مهر، الزهور وبئر مسيوغة ببنزرت الجنوبية (حيث استُكملت الأشغال)، إضافة إلى بنيقرو والعين الكبيرة بمنزل عبد الرحمان (التي لا تزال قيد الإنجاز). وتُقدَّر الكلفة الجملية لهذا المشروع الحضري بنحو 7 ملايين دينار، بفضل تنسيق محكم بين الوزارة والسلط الجهوية والمؤسسات المكلفة بالتنفيذ. ومن خلال هذه الديناميكية المزدوجة – الهيكلية والاجتماعية – يتموقع مشروع جسر بنزرت كرافعة محورية للتنمية الجهوية، من خلال الجمع بين تحديث البنية التحتية وتثمين الفضاءات العمرانية المحيطة.