سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بقلم مرشد السماوي…اعترافات خطيرة و مريبة و محيّرة جاءت عن لسان الصادق المورالي وزير الشباب و الرياضة بخصوص الفساد المستشري في قطاع الرياضة تستحق التدقيق و التقييم و إيجاد حلول عملية ناجعة
ما جاء عن لسان وزير الشباب و الرياضة التونسي الصادق المورالي يوم 3 من الشهر الجاري خلال افتتاحه للندوة الدولية لمقاومة الفساد في الرياضة مؤكدا على تنفيذ سياسة الدولة في مقاومة الفساد و التاسيس لاصلاحات عديدة ستشمل المنظومة الرياضية بأكملها من أجل تكريس مباديء الشفافية و الحوكمة الرشيدة… هذا كلام منطقي و شعارات رنانة سمعناها سابقا لكن في عهدنا هذا في زمن ثورة التطهير الشامل و البناء الحقيقي يحز في قلوب جل التونسيين المتابعين للشأن الرياضي في جل الفروع و الأصناف ان نشاهد و نشك و نشعر أنّ هناك تلاعب مكشوف و مخزي أحيانا و مؤسف في بعض الحالات في نتائج مقابلات و مسيرات بطولات محلية و وطنية و نشتم رائحة الفاسد الذي يخلف القهر و الفتنة والنقمة و يغذي النعرات الجهوية و الصراعات الداخلية من بوابة المسابقات الرياضية. و الأتعس من ذلك أن ينعت اي فريق رياضي بالدولة في عديد الولايات و كأنّ فرقنا الرياضية تشكل دول الطوائف لقدر الله كما أصبحت نتائج المقابلات و المنافسات بين عديد الفرق تكشف على الاوراق وفي كواليس الجامعات و خلف الابواب الغرف مغلقة مما يؤثر سلبا على المستوى العام لمنتخباتنا الوطنية و يشجع على استشراء الفساد المالي و الاداري و يفتح أبواب الخراب الذي تبحث عنه لوبيات المال و الاعمال و السياسة داخليا و الاستخبارات الحاقدة و الماكرة خارجيا….. لقد حان الوقت للضرب على أيادي العابثين و التخلي عن سياسات الايادي المرتعشة و تسرّب المال المشبوه و تبييضه بطرق جهنمية ملتوية. لابد أن تصبح فرقنا الرياضية تُسيّر في شكل شركات من نوع خاص و تحت مراقبة متواصلة و دقيقة للحسابات فتسيير الجمعيات التي أصبحت تتصرف في عشرات بل مئات المليارات لدى بعضها بطرق تبعث على الشك و تفتح المجال للفساد بكل أنواعه و أشكاله. و قد عادت بي الذاكرة لعهد مضى في الالفية الحالية عندما طرحت سؤال على رئيس فريق كرة القدم الجنوب الافريقي اورلندو بيريس في لقاء جمع فريقه بالنادي الرياضي الصفاقسي في إطار منافسات كاس الكاف بملعب الطيب المهيري حول السر في استقرار الفرق في بلده و التطور الذي حصل عندهم في كل الرياضات فأكّد لي أنّ الدولة تمول كل سنة بمليارات الدولارات كل الفرق بطريقة عادلة و تراقب و تدقّق في التصرف المالي و الاداري و تحاسب كل المشرفين بكل حزم و صرامة مما وفّر استقرارا دائما و شفافية مطلقة و تسبب في ارتفاع المستوى العام للفرق محليا و وطنيا و دوليا … هذا ما نطالب به المسؤولين ببلادنا و لا يكفينا الاعتراف بأنّ هناك فساد مستشري في القطاع الرياضي بل نريد اصلاحا جديا و شاملا و دائما لتعمل العدالة و ينتشر التآخي و التحابب و التواصل الأخوي بين كل الرياضيين و لا مجال للتسامح مع المرتشين و الفاسدين و أعداء الله و الوطن…