بعد أن جابت تونس من شمالها إلى جنوبها في أجواء من التضامن غير المسبوق، بلغت القافلة التونسية "صمود" محطة جديدة في مسيرتها الإنسانية نحو غزة. ولم تمضِ 24 ساعة على اختتام المرحلة الأولى من المسار الوطني، حتى أعلن المنظمون عن انطلاق المرحلة الثانية، هذه المرة داخل الأراضي الليبية. دخول ميسّر وآمن إلى ليبيا دخلت القافلة أمس الأراضي الليبية في ظروف لوجستية وأمنية استثنائية، بفضل التنسيق الوثيق بين منظمي المهمة والسلطات الليبية. وقد قوبلت القافلة عند المعبر الحدودي باستقبال حار وتنظيم محكم، رافقه تأمين شامل سمح للمشاركين بمواصلة طريقهم بكل طمأنينة. وقال عدد من المشاركين: «نحيي سرعة استجابة وكرم الأشقاء الليبيين الذين سهلوا مرورنا وضمانوا حمايتنا منذ لحظة دخولنا». من الزاوية إلى طرابلس: استقبال شعبي ورسمي حافل انطلقت القافلة من مدينة الزاوية وهي تتجه حاليًا نحو طرابلس، ثم إلى مصراتة، بهدف الوصول في النهاية إلى المعبر الحدودي مع مصر، استعدادًا للدخول إلى قطاع غزة. وفي كل محطة، تحظى القافلة باستقبال حافل من قبل السكان، يتخلله الزغاريد، الأهازيج، الموائد الجماعية، ورسائل الدعم للشعب الفلسطيني. «الأجواء لا تُوصف، العاطفة في كل مكان. كل قرية وكل مدينة تؤكد لنا أن هذه المهمة تتجاوز الحدود وتوحد الشعوب»، يقول أحد المشاركين. مهمة إنسانية القافلة "صمود" لا تحمل فقط مساعدات مادية، بل تنقل رسالة تضامن ومقاومة في وجه الحصار المفروض على غزة.