إنها عودة طال انتظارها : تستأنف حركة قطارات المسافرين على خط تونس-توزر رسميًا ابتداءً من يوم الاثنين 16 جوان 2025، بعد انقطاع دام قرابة ثماني سنوات. وتمثل هذه العودة منعطفًا مهمًّا للجهات الداخلية، وخاصة ولاية قفصة التي عانت طويلًا من العزلة على مستوى النقل الحديدي. و قبيل هذا الاستئناف، سيتم تسيير رحلة أولى في صيغتها الجديدة يوم الأحد 15 جوان على الساعة السابعة مساءً، باتجاه أم العرائس، تحت الإشراف المباشر لوالي قفصة. وتُقدَّم هذه الرحلة الافتتاحية كمرحلة اختبارية تهدف إلى ضمان سلاسة واستقرار الاستغلال المنتظم للخط. تعبئة جهوية لإعادة القطارات إلى السكة تحقّق هذا المشروع التأهيلي بفضل تنسيق وثيق بين الشركة الوطنية للسكك الحديدية التونسية والسلطات الجهوية. وقد واكب والي قفصة شخصيًّا مراحل إنجازه، مدعومًا من مختلف الأطراف المحلية المتدخلة. و شملت الأشغال عمليات صيانة وتأهيل للبنية التحتية، وتحديثًا لعربات القطارات، وتعزيزًا لإجراءات السلامة على طول الخط. ويهدف هذا المجهود إلى تحقيق هدفين أساسيين : ضمان سلامة المسافرين، والاستجابة للحاجيات المتزايدة للتنقل في مناطق المتلوي، الرديف وأم العرائس التي تضرّرت بشدّة خلال السنوات الأخيرة نتيجة العزلة. استجابة للانتظارات الاجتماعية والاقتصادية تُعدّ إعادة تشغيل هذا الخط الحديدي رسالة قوية في اتجاه دعم التنمية الجهوية، في منطقة تعاني من محدودية الوصول إلى وسائل النقل الحديثة. وبالنسبة للأهالي، يمثل القطار وسيلة أكثر سهولة للوصول إلى العاصمة، وتيسير المبادلات التجارية، وتنشيط الحركة السياحية في الجنوب الغربي التونسي. و تندرج عودة القطار أيضًا ضمن رؤية استراتيجية وطنية لإعادة إحياء شبكة السكك الحديدية التونسية، التي شهدت في السنوات الأخيرة تدهورًا مقلقًا. ومن خلال إعادة ربط المناطق بروابط بين جهوية مستدامة، تسعى الدولة إلى تعزيز التماسك الترابي وتقليص الفوارق بين الجهات الساحلية والمناطق الداخلية. انطلاقة جديدة للنقل الحديدي في الجنوب الغربي و رغم الإعلان الحذر عن هذا الاستئناف، فإن من المنتظر أن يمتد تدريجيًا إلى خطوط فرعية أخرى في الجهة، شريطة أن تصمد البنية التحتية، وأن تظلّ الحاجة إلى النقل قائمة. و قد أعلنت الشركة الوطنية للسكك الحديدية التونسية التزامها بمراقبة جودة الخدمات عن كثب، وتعزيز إمكانياتها التقنية والبشرية حسب تطوّر حركة النقل. و يمثّل يوم الاثنين 16 جوان 2025، بالنسبة للمسافرين كما للسلطات المحلية، بداية جديدة للنقل الحديدي، تحمل في طياتها آمالًا متجددة لجهات طالت معاناتها من التهميش التنموي.