في مساء يوم 15 جوان، شنّت إيران موجة جديدة من الصواريخ ضد إسرائيل، في تصعيد غير مسبوق من هذه المواجهة العسكرية المتصاعدة. و بحسب السلطات الإيرانية، فقد تم إطلاق عشرات القذائف باتجاه القدس وتل أبيب وحيفا. وفيما يلي حصيلة أوّلية وتحليل للأنظمة المستخدمة في هذه الضربة: الأنظمة المستخدمة : أربعة أنواع رئيسية من الصواريخ الباليستية الإيرانية غدَر-110 (Ghadr-110): يصل مداه إلى ما بين 1800 و2000 كلم، مزوّد بنظام توجيه بالقصور الذاتي مدعوم بنظام GPS، بدقة تقارب 110 أمتار (CEP). يُعتبر فعالاً لضرب أهداف داخل إسرائيل انطلاقًا من الأراضي الإيرانية. عماد (Emad): نسخة مطوّرة من صاروخ شهاب-3، بمدى يصل إلى 1700 كلم تقريبًا، مزوّد برأس حربي موجّه بدقة تصل إلى 50 مترًا (CEP). خيبر شکن (Kheibar Shekan): صاروخ يعمل بالوقود الصلب، مداه يقارب 1450 كلم، رأسه الحربي قابل للمناورة، بدقة تقلّ عن 20 مترًا (CEP). صُمّم خصيصًا لتفادي أنظمة الدفاع الجوي. فتح‐1 (Fattah‐1) : أوّل صاروخ إيراني فرط صوتي يعمل بالوقود الصلب، مداه نحو 1400 كلم وسرعته تفوق 13 ماخ. و قد استُخدم بالفعل في الضربات الأخيرة. التكتيك الإيراني : التشويش على الدفاعات والدقة في الإصابات تشتيت الدفاعات : اعتمدت طهران على إطلاق عشرات الصواريخ دفعة واحدة بهدف إغراق بطاريات الدفاع الجوي الإسرائيلية وتجاوز قدرتها على التصدي. مزيج من الصواريخ : تم استخدام مزيج من الصواريخ متوسطة وبعيدة المدى، تعمل بالوقود السائل والصلب، وبأنظمة توجيه متنوعة (قصور ذاتي، بصري)، لضمان الفاعلية ضد أهداف عسكرية ومدنية متنوعة. الطائرات المسيّرة : استُخدمت أيضًا طائرات بدون طيار تحلّق على ارتفاعات منخفضة لتشويش الرادارات الإسرائيلية وتعقيد عمليات الرصد. الرد الإسرائيلي : اعتراض و تأهب فعّلت إسرائيل مختلف أنظمتها الدفاعية – السهم (Arrow)، القبة الحديدية، مقلاع داوود (David's Sling) – بدعم مباشر من الولاياتالمتحدة. و قد نجحت هذه الأنظمة في الحدّ من الأضرار، رغم أن بعض الصواريخ تمكّنت من اختراق الدفاعات وبلغت أهدافًا إيرانية محددة داخل إسرائيل. نحو صراع أشمل ؟ تؤكد هذه الضربة أن المنطقة تدخل في طور جديد من الحرب الباليستية الاستراتيجية، حيث تُظهر إيران قدرتها على الضرب من مسافات بعيدة، وإرادتها في خوض مواجهة منسّقة تشمل الصواريخ والطائرات المسيّرة. و يبدو أن المعركة لم تعد مجرد تبادل محدود للضربات، بل تحوّلت إلى حملة عسكرية مستمرة وتكنولوجية الطابع. لقد كشفت إيران، هذا المساء، عن ترسانة متقدمة – غدر-110، عماد، خيبر شکن، فتح‐1 – تجمع بين المدى، والدقة، والتكتيك الهجومي المصمَّم لتجاوز أنظمة الدفاع الإسرائيلية. مرحلة جديدة تتشكّل، عنوانها : حرب تكنولوجية عالية المستوى، ستُحدد الأيام المقبلة مدى خطورتها على مستقبل المنطقة.