أكدت السلطات الإيرانية استخدام صواريخ باليستية تفوق سرعة الصوت وصواريخ فرط صوتية بعيدة المدى، في خطوة تمثل تحولًا تكنولوجيًا كبيرًا في وتيرة التصعيد العسكري مع إسرائيل. و قد تم استعمال هذه الأسلحة المتطورة في الرد الإيراني على العملية الإسرائيلية «الأسد الصاعد» التي انطلقت يوم الجمعة الماضي. و بحسب وكالة الأنباء الطلابية الإيرانية (ISNA)، فإن الصواريخ التي أطلقتها القوات الإيرانية على أهداف إسرائيلية يتراوح مداها بين 1400 و2500 كيلومتر، وتبلغ سرعتها ما بين 600 كلم/س وMach 14، أي ما يعادل أربعة عشر ضعف سرعة الصوت. صاروخ "سِجّيل" يتصدر الترسانة يُعدّ صاروخ «سِجّيل» أقوى سلاح استخدمته إيران في هذا الصراع، وفقًا للمصادر العسكرية، وهو صاروخ باليستي يعمل بالوقود الصلب، قادر على إصابة أهداف على بُعد يصل إلى 2500 كلم بسرعة تصل إلى Mach 14. ما يعني قدرته على ضرب الأهداف في غضون دقائق قليلة، مع تفادي أنظمة الاعتراض التقليدية. أما الصاروخ الثاني الذي برز في الهجوم، فهو «خيبر» (أو خرّمشهر 4)، ويبلغ مداه 2000 كلم، وتصل سرعته إلى Mach 8. ويتميز هذا النوع من الصواريخ بقدرته على حمل رؤوس متفجرة متعددة، إضافة إلى إمكانيته تغيير مساره في المرحلة النهائية، ما يجعل اعتراضه بالغ الصعوبة. ردًّا على الهجوم الإسرائيلي يوم 13 جوان يأتي استخدام هذه الترسانة الجديدة في إطار الرد الإيراني على الهجوم الذي شنّته إسرائيل فجر الجمعة، واصفةً إياه ب«الضربة الوقائية الواسعة النطاق». وقد استهدفت العملية مواقع نووية، وقواعد لإطلاق الصواريخ، وشخصيات علمية وعسكرية بارزة في مختلف أنحاء إيران. و ردًّا على ذلك، أطلقت إيران هجومًا مضادًا تحت مسمى «الوعد الصادق 3»، شمل طائرات مسيّرة مسلحة وصواريخ باليستية. وتشير الحصيلة الأولية إلى وقوع خسائر بشرية كبيرة في الجانب الإسرائيلي، وأضرار مادية جسيمة في مدن مثل تل أبيب وبات يام وحيفا. تصعيد تكنولوجي وعسكري يشكّل استخدام إيران لصواريخ فرط صوتية سابقةً أولى من نوعها في هذا النزاع، ويحمل تداعيات كبرى على موازين القوى في المنطقة. فسرعتها الخارقة تقلّص بشكل كبير الزمن المتاح أمام أنظمة الدفاع الجوي، ك«القبة الحديدية» الإسرائيلية أو الدرع الصاروخي الأميركي المنتشر في المنطقة. و تُعتبر هذه القوة النارية رسالة واضحة لا تقتصر على إسرائيل فقط، بل تشمل أيضًا الحلفاء الغربيين، وعلى رأسهم الولاياتالمتحدة، التي تتهمها طهران بدعم العملية الإسرائيلية. نحو حرب عالية الكثافة؟ مع دخول المواجهة العسكرية بين إسرائيل وإيران مرحلة جديدة، يبدو أن سباق التسلح التكنولوجي بات في ذروته. فاستخدام صواريخ فرط صوتية بعيدة المدى يضع الجمهورية الإسلامية في موقع استراتيجي غير مسبوق، ويطرح تحديات جديدة أمام أنظمة الدفاع الغربية والإسرائيلية. ويبقى السؤال المطروح الآن: هل ستقود هذه القفزة العسكرية إلى حرب إقليمية واسعة النطاق؟ أم أن العرض الإيراني للقوة يهدف إلى ردع أي تدخل أوسع يستهدف مصالحها الاستراتيجية؟