تسعى تونس إلى تعزيز نمو الشركات الناشئة، مع التركيز على التكنولوجيا والابتكار. شهدت البلاد نموًا ملحوظًا في استقطاب الاستثمارات في مجال الشركات الناشئة، مما يعكس ازدهار المشهد التكنولوجي المحلي و اهتمام رواد الأعمال بالاستثمار رغم التحديات. و قد أدت التدخلات الحكومية، مثل البرنامج الوطني لحاضنات الأعمال و"قانون الشركات الناشئة"، دورًا محوريًا في تحفيز الابتكار، بفضل الحوافز الضريبية والتمويلات الموجهة. نجاح النموذج التونسي تؤكد تونس صعودها القوي في عالم الشركات الناشئة. فوفقًا لتقرير "النظام البيئي العالمي للشركات الناشئة 2025" (Global Startup Ecosystem Report 2025)، الذي كُشف عنه في 12 جوان بباريس خلال معرض VivaTech من قبل "ستارتاب جينوم" (Startup Genome) بالشراكة مع "الشبكة العالمية لريادة الأعمال"، تميزت تونس بأداء لافت على المستويين العالمي والإقليمي. و قد تم إنجاز هذا التقرير بالشراكة مع مشروع "الشركات الناشئة والمؤسسات الصغرى والمتوسطة المبتكرة"، المموّل من قبل البنك الدولي والذي تنفّذه "صندوق الودائع والأمانات" (CDC) بالتعاون مع "سمارت كابيتال" (Smart Capital). و من بين أبرز ما ورد في تقرير 2025، احتلال تونس موقعًا ضمن أفضل 20 دولة عالميًا من حيث توفّر الكفاءات التقنية بأسعار مناسبة، أي القدرة على استقطاب مواهب عالية الجودة بتكاليف تنافسية، كما احتلت المرتبة الثالثة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في هذا المجال. و خلال سنتي 2024-2025، عززت تونس هذا التوجّه من خلال عدد من المبادرات البارزة، مثل التقدّم في مشاريع الهيدروجين الأخضر، وإطلاق مركز الابتكار في الذكاء الاصطناعي بالشراكة مع شركة NVIDIA، إلى جانب دعم الابتكار في القطاع الصحي عبر برامج مثل Flywheel. بيئة ملائمة للابتكار تتمتع تونس ببيئة مواتية للابتكار، تضم 54 مؤسسة تعليم عالٍ و34 مركزًا للبحث والتطوير. وتوفّر هذه البُنى التحتية أرضية خصبة لريادة الأعمال والابتكار، ما يسهم في جذب الكفاءات والاستثمارات. كما يشهد المشهد المحلي لرأس المال المخاطر نشاطًا واضحًا، حيث توجد 26 شركة تستثمر بانتظام في الشركات الناشئة الواعدة. و قد أنشأت البلاد عدة حاضنات ومسرّعات أعمال لدعم نمو الشركات الناشئة في المجال التكنولوجي. وتُعد مبادرات مثل Flat6Labs Tunis، وSmart Capital، وBoost من أبرز الأمثلة، حيث توفّر بنية تحتية وتكوينًا وتمويلًا لمساعدة الشركات الناشئة على النمو. و تلعب هذه المؤسسات دورًا حاسمًا في مرافقة رواد الأعمال التونسيين وتحويل أفكارهم إلى مشاريع ناجحة. و في سعيها لتعزيز مكانتها كقطب تكنولوجي رائد، تطمح تونس إلى أن تصبح البوابة الشمالية الغربية لإفريقيا نحو أوروبا. ويتطلب ذلك شراكات قوية واستثمارات موجهة لدعم تحوّل الشركات الناشئة إلى شركات سريعة النمو (scale-ups)، بما يضمن لها إشعاعًا وتأثيرًا عالميًا. واستنادًا إلى موقعها الجغرافي وسياساتها المبتكرة، تبدو تونس في موقع جيّد للعب دور محوري في مشهد الابتكار التكنولوجي العالمي.