ما كان من المفترض أن يكون مجرد يوم عادي في محكمة الهجرة، تحوّل إلى مشهد سريالي في نيويورك، حيث أقدم عناصر من وكالة الهجرة والجمارك الأميركية (ICE) على توقيف مراقب المدينة ومرشح رئاسة البلدية، براد لاندر، بعنف يوم الثلاثاء. جريمته؟ يبدو أنها تمثلت في محاولته لعب دور الحارس الإنساني… بدون سترة واقية من الرصاص. المنتخب، الذي قال إنه جاء "لحضور الجلسات"، وجد نفسه فجأة في مواجهة غير متوقعة مع عناصر فدراليين كانوا يحاولون توقيف مهاجر عند خروجه من قاعة المحكمة. و تُظهر مقاطع الفيديو التي انتشرت على شبكات التواصل – والتي لا تقل إثارة عن حلقة من مسلسل قضائي – براد لاندر وهو يقف بين العناصر و الرجل المستهدف، مردداً بهدوء و لكن بحزم : "هل لديكم مذكرة توقيف؟" بعد ثوانٍ، تصبح المشاهد غير واضحة، لكن يمكن تمييز المراقب البلدي و هو يُطرح أرضاً و يُلصق بالحائط، دون أن يشفع له لا اسمه و لا منصبه. عناصر ICE، الذين لم يبدُ عليهم أنهم تأثروا بالسيرة الانتخابية للمعني، قاموا بتكبيله فوراً أمام أعين المحامين والنشطاء و المارّة المذهولين. و بحسب صحيفة نيويورك تايمز، كان لاندر يعتزم الاحتجاج على الارتفاع المقلق في عدد توقيفات المهاجرين داخل أو بالقرب من المحاكم و هو اتجاه يثير قلق المدافعين عن الحقوق المدنية و كذلك القضاة أنفسهم. لكن أن ينتهي الأمر به في مركز الشرطة لمجرد طرحه بعض الأسئلة ؟ حتى في مدينة لا تنام، يظل المشهد مفاجئاً. أما على الجانب الفدرالي، فقد امتنعت السلطات عن التعليق في الوقت الحالي، مفضّلة على الأرجح مراجعة دليل "الاستخدام المتناسب للقوة ضد… المسؤولين المحليين". أما براد لاندر، الذي بات يتمتع الآن بصفة مزدوجة كمرشح و معتقل سابق في النظام الذي ينتقده، فقد تمنحه هذه الحادثة زخماً إضافياً لدى الناخبين التقدميين – على الأقل أولئك الذين لم يفقدوا حسهم الفكاهي خلال موسم الانتخابات. في الأثناء، رُسمت ملامح جديدة للمعركة الانتخابية في نيويورك : سياسي طُرح أرضاً باسم الحق في الإنسانية. هل هو شعار انتخابي جديد ؟ "صوّتوا لي… فأنا أعرف الوجهين لقفص الاتهام."