تنتج رائحة الجسم عن البكتيريا الموجودة في المناطق التي يكثر فيها التعرق. فالتعرق بحد ذاته ليس مسببًا للرائحة، ولكن الكائنات الدقيقة تقوم بتحليل العرق، مما ينتج عنه الرائحة. نميز نوعين من الغدد العرقية: الغدد الإفرازية، الموجودة في فروة الرأس، والإبطين، ومنطقة الأعضاء التناسلية (المناطق التي تحتوي على الشعر)،والغدد الإكرينية، المنتشرة في جميع أنحاء الجسم والمسؤولة عن تنظيم درجة الحرارة. وتعتبر الإفرازات الناتجة عن الغدد الإفرازية هي المسؤولة بشكل رئيسي عن الروائح القوية بعد أن تحولها البكتيريا. وذالك ما يفسّر أنّ الرجال البالغون عادة ما يطلقون رائحة جسم أقوى وذلك نظرا لعدد أكبر من الغدد الإفرازية ووجود الشعر على أجسامهم. لماذا نشم رائحة كريهة رغم الاستحمام؟ حتى مع الحفاظ على نظافة منتظمة، يمكن أن تؤثر عدة عوامل على رائحة الجسم: *نمط الحياة: يمكن أن يؤدي تغير الوزن إلى تكوين طيات جلدية حيث يتراكم العرق والبكتيريا. ويحفز التوتر سرعة ضربات القلب ويزيد من التعرق الناتج عن الغدد الإفرازية، مما يعزز الروائح. كما تُساهم الملابس المصنوعة من الأقمشة الاصطناعية (مثل البوليستر، سباندكس، فيسكوز، الألياف الدقيقة) في احتباس الرطوبة وتزيد من نمو البكتيريا. *التغذية: بعض الأطعمة الغنية بالكبريت تعزز من رائحة الجسم: مثل الثوم، البصل، البروكلي، والكرنب. إذ يتم إفراز الكبريت في العرق من خلال الغدد الإكرينية. حيث تؤدي بعض الأطعمة الأخرى إلى زيادة التعرق: مثل الأطعمة الحارة، الكافيين، الكحول، التوابل مثل الكاري أو الكمون، جلوتامات أحادي الصوديوم. *الأمراض: على غرار التعرق المفرط (فرط التعرق) دون وجود حرارة أو توتر يُعد من الأسباب الشائعة. كما أنّ بعض الأمراض تُغيّر أيضًا من رائحة الجسم الطبيعية: مثل السكري، فرط النشاط الدرقي، النقرس، الالتهابات الجلدية (مثل التريكوميكوز). *الوراثة: قد تكون رائحة الجسم موروثة. بعض الجينات تؤثر في رائحتنا الطبيعية، وبعض الأمراض النادرة قد تغيرها. *الأدوية: بعض العلاجات تزيد من التعرق: مثل مضادات الاكتئاب، مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (مثل الكيتوبروفين، نابروكسين)، المسكنات (مثل الكودين)، أوميغا-3، لوبروريلين، توبيراميت، بريفاراسيتام (خاصة لدى مرضى السكري). كيفية التخلص من رائحة الجسم الكريهة؟ يمكن أن تكون رائحة الجسم مزعجة، لكنها ليست دائمًا مؤشرًا على مشكلة صحية. إليك بعض النصائح للتقليل منها: الاستحمام يوميًا باستخدام الصابون أو الجل، مع التركيز على المناطق التي تنتج روائح. الاستحمام بعد التعرق. ارتداء ملابس مريحة مصنوعة من الألياف الطبيعية (مثل القطن، الكتان، الحرير، الصوف). تقليل بعض الأطعمة مثل الثوم، البصل، والتوابل الحارة، والكحول. إزالة الشعر من المناطق التي تحتوي على كثافة شعر لتقليل البكتيريا. استخدام مزيل العرق أو مضاد للتعرق: مزيلات العرق تقوم بتحييد البكتيريا. مضادات التعرق تقلل من التعرق. بعض المنتجات تجمع بين التأثيرين. في حالة الفشل، هناك علاجات تحت وصفة طبية. متى يجب استشارة الطبيب؟ إذا لم تنجح أي تدابير، قد يكون السبب عدوى فطرية أو اضطرابًا أكثر خطورة. قد يصف الطبيب: مزيلات العرق أو مضادات التعرق الطبية. مضادات حيوية (موضعية أو فموية). حقن بوتوكس لوقف التعرق بشكل مؤقت. إزالة الشعر بالليزر. جراحة (في الحالات القصوى) لقطع الأعصاب المسؤولة عن التعرق. إذا كانت الرائحة مرتبطة بمرض (مثل السكري)، من الضروري معالجة هذا المرض في المقام الأول. الخلاصة تتأثر رائحة الجسم بالعديد من العوامل، من التغذية إلى الهرمونات، مرورًا بالتوتر والملابس. على الرغم من أن الرائحة غالبًا ما تكون غير خطيرة، إلا أن الرائحة المستمرة أو غير الطبيعية تتطلب الانتباه. من خلال العناية بالنظافة، وتكييف نمط الحياة، واستشارة مختص في حال الشك، يمكن استعادة الراحة والثقة في الحياة اليومية.